وأحاديث حكومة الجنوب التى زعمت بعدم تاييد الاستفتاء الآحادى ضعف صوتها ولم يعد يسمع امام النتيجة الباهرة ونسبة ال99,9% لصالح ضم المنطقة لجنوب السودان ، وتناسى الرئيس سلفا وعوده بأهمية حل المسألة فى اطار توافقى وبدا مهرولا فى اتجاه كسب الدعم القانوني والدولي لهذه النتيجة ، ولو لم يكن سلفا معترفا بنتائج الاستفتاء لما تسلمها من الاصل ولما سمح بمناقشتها على مستوى مجلس الوزراء فى حكومة الجنوب أذاً سلفا فى طريقه لتوفير السند القانونى لاستفتاء ابيى ، وغض النظر ان كان اعتراف سلفا تحت ضغوط ابناء الدينكا ام لا فالنتيجة واحدة .
وقد ورد فى الانباء الأسبوع المنصرم ان مجلس الوزراء بدولة جنوب السودان سيناقش نتائج الاستفتاء الذي أجرته قبائل دينكا نقوك حول حق تقرير مصيرهم وحسمته قبائل النقوك التسع بالانضمام إلى دولة جنوب السودان بنسبة (99,9%)؛ وذلك فى خطوة تمهيدية لوضعه على طاولة البرلمان لإجازته فى صورته النهائية .
أذا صحت المعلومات عاليه فأن استفتاء الدينكا الآحادى اصبح حقيقة تسعى على قدمين ولن يستطيع كائن من كان تغيير هذه الحقيقة .
تمعن فى هذه الثقة والتى كانت فى مكانها أذ لم ينسب الى الرئيس سلفاكير اى تصريحات بهذا المعنى ولم يخيب سلفا ظن ابناء جلدته فى موضوع الاستفتاء وغض الطرف تماما ولم يتخذ اى موقف ضد الاستفتاء بل سار كما هو متفق عليه ولم تبخل جنوب السودان بالمال وسمحت للموظفين من ابناء الدينكا باخذ اجازات مدفوعة القيمة للمشاركة فى انجاح الاستفتاء ، كما تكفلت بترحيل جميع المواطنين من دينكا نوك الى ابيى للمشاركة فى الاستفتاء .
أذاً لا يقول قائل اليوم ان حكومة الجنوب لا علاقة لها بنتائج هذا الاستفتاء ، واذا حدث هذا فهو بالضرورة قول مردود تكذبه وقائع الحال التى تؤكد ان سلفا بصدد ارسال مبعوث شخصى للرئيس البشير لمناقشة الوضع فى منطقة “أبيى”، ونقلت صحيفة “اليوم التالى” الصادرة بالخرطوم، الجمعة المنصرم، عن نائب رئيس اللجنة الإشرافية لمنطقة أبيى- جانب جنوب السودان- دينق مدينق، قوله إن وفدا من اللجنة العليا للاستفتاء ومجتمع “أبيى” سلم سيلفا كير نتيجة الاستفتاء.
وأشار مدينق، أن سلفاكير أوضح أن الاعتراف بالنتيجة يكون عبر اتفاق مع نظيره الرئيس عمر البشير، مشيرا إلى أن الرئيسين اتفقا على عدم عودة الحرب بين “المسيرية ودينكا نقوك” تفاديا لوقوع مواجهات بين البلدين.
ولكنه عاد ولفت إلى أن سلفا كير سيبعث كذلك رسالة إلى الاتحاد الأوروبى يوضح ما جرى فى أبيى فى حال رفض البشير الخطوة، مشيرا إلى أن رئيس جنوب السودان وعد ببذل جهود مع البشير لوضع حل نهائى فى منطقة أبيى.
وأردف أن رئيس جنوب السودان سيطرح نتيجة الاستفتاء على مجلس الوزراء الجنوبى، وحزب الحركة الشعبية الحاكم بجوبا للاتفاق حولها، مؤكدا أن الحزب حال موافقته على نتيجة الاستفتاء، فإن الحكومة لن ترفضها باعتباره الحزب صاحب الأغلبية.
كتب الجنوبى ستيفن أرنو، الخبير في الشأن السوداني في الموقع الإلكتروني حوارات إفريقية بان الاستفتاء غر الرسمى هو في الحقيقة بيان سياسي من قبل مجتمع وجد نفسه محصوراً في معضلة سياسية لا تنتهي.
وأوضح أنه من خلال تنفيذ القانون بأنفسهم عبر استفتاء من جانب واحد، عبرّ أهالي أبيي لكافة الأطراف عن سخطهم من التردد والمعاناة والإذلال والتشريد، التي امتدت لعقد من الزمن، والتي تحملوها مرتين خلال فترة اتفاقية السلام الشامل. السائرون نياماً :- فى الجانب الآخر من الملعب تجلس الحكومة السودانية وكأن شيئا لم يكن ، وفى حين تتحرك الامور فى الجانب الآخر حركة تصاعدية ودؤوبة تنقل سونا عن دبلوماسى بوزارة الخارجية السودانية قوله : أن قضية ابيي لن تؤثر في العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان التي تشهد تحسنًا غير مسبوق .
وأضاف مدير إدارة شئون جنوب السودان بوزارة الخارجية السودانية السفير بدر الدين عبد الله أن زيارة مجلس السلم والأمن الأفريقي مؤخرًا لمنطقة “ابيي” التي استمرت يومين كانت فرصة للمجلس للوقوف على حقيقة الأوضاع بالمنطقة حيث وقفوا على أبعاد القضية خاصة الاجتماعية رغم التشويش الإعلامي بشأن الوجود الفعلي لقبيلة المسيرية بالمنطقة.
المجلس المشار اليه وابان زيارته الى ابيى كان اجتماعه الاهم مع ابناء دينكا نوك رغم انه اجتمع بالمسيرية ايضا واستمع لهم ، وهنالك تسريبات ان المجلس اصلا جاء من اجل الاستماع للدينكا ، انظر الى حديث الدكتور لوكا بيونق لـ«الشرق الأوسط» : الوفد الأفريقي وصل إلى أبيي وعقد اجتماعا عاما ضم سلاطين ومشايخ عشائر قبيلة «الدينكا نقوك» ومنظمات المجتمع المدني، وأضاف أنه «جرى تسليم الوفد نتيجة الاستفتاء »، وطلب المجتمعين من وفد الاتحاد الأفريقي قبول نتيجة الاستفتاء ووقف أي عراقيل تبديها بعض الجهات.
ولذلك ستكون القضية الاهم فى المرحلة القادمة لابناء الدينكا هى قطع الطريق على مجلس السلم واثناءه عن الاستماع للأصوات التى تنادى بالرجوع لبروتكول ابيى كآلية لحل النزاع ، وبالتالى فان المتفائلين من الحكوميين والمسيرية بعودة هذا البروتكول واعادة التفاوض على اساسه عليهم ان يتوقفوا فابيى اليوم بحسب الماثل دينكاوية .
المسيرية فطنوا لذلك ووجهت قيادات من قبيلة المسيرية انتقادات عنيفة لمواقف الحكومة غير الواضحة تجاه التطورات في ملف أبيي، لافتة إلى أن تراخي الحكومة شجع حكومة الجنوب والحركة الشعبية وأطرافا إقليمية ودولية لممارسة الضغوط وارتكاب تجاوزات وانتهاكات عديدة في حق السودان وأبيي .
وقال القيادي بالقبيلة محمد عبداللّه آدم ود دبوك، إن الاستفتاء الآحادي لدينكا نقوك غير المعترف به بات يأخذ منحى خطيراً، مشيراً إلى أن ذلك لم يأتِ من فراغ إنما مخطط مرسوم بعناية.
واتهم ود دبوك، حكومة جنوب السودان بالتورط فى إجراء الاستفتاء ومباركة نتائجه. وقال إن على الرئيس الجنوبي سلفاكير أن يدرك أن النفط يعبر عبر أراضي المسيرية التي تملك كروتاً عديدة الآن لمواجهة أي خطوة قادمة، وحذره من الاستجابة لضغوط أعداء السلام .
مما هو متوفر من معطيات الآن فان الامور لا تسير فى صالح قبيلة المسيرية والذين ستتمدد معاناتهم فى المرحلة القادمة بفقدانهم لمراعيهم الحيوية فى ابيى وستشهد الفترة القدمة صدامات بينهم والدينكا قد تتطور الى الحرب ، وفى ظل الصمت الحكومى ، سيخرج نحاس المسيرية الى الميادين .[/JUSTIFY]
تحليل / منى البشير
النيلين