الجبهة الثورية في أوربا … اللعب بكروت قديمة

[JUSTIFY]من باريس الي لندن وبرلين طار وفد الجبهة الثورية في جولة أوربية لحشد الدعم والبحث عن حلفاء محتملين من المنظمات وجماعات الضغط في أوساط المجتمع المدني في الغرب.

جولة وفد الشعبية أثارت استياء الحكومة في الخرطوم حيث تضاربت تصريحات المسؤلين في دوائر الحزب وأوساط وزارة الخارجية حول مآلات الزيارة وما يمكن أن ترتبه من نتائج علي الأرض في مناطق النزاعات بالنيل الازرق وجنوب كردفان فحسب وزارة الخارجية فإن زيارة وفد الجبهة لأوربا لا تعني الحكومة في شئ غير أن ذات المسؤول عاد للقول أن الخارجية ستبحث الأمر بجدية في حال لقاء المسؤلين هنالك بالوفد في المقابل اعتبر المؤتمر الوطني الزيارة للتسول عبر البوابة الأوربية ويري مراقبون الدعم العسكري و اللوجستي يأتي عبر أشكال وطرق مختلفة ولن تستطيع الحكومة ان تتحقق من الواجهات التي تقدم الدعم المباشر وغير المباشر للجبهة الثورية.

لا يمكن لأي جهة أن تقلل بالطبع من مستوي العلاقات التي تربط من مستوي العلاقات التي تربط ياسر عرمان ومالك عقار وعبد العزيز الحلو بالدوائر الغربية وكونها تمثل أهم الدوافع التي يمكن أن تساعد الجبهة في تحقيق مكاسب جدية في مطالبها التي تطرحها علي طاولة المفاوضات بشأن المنطقتين.

المهم ان السند الغربي ساعد الثورية في النزاع مع الحكومة حول أجندة التفاوض فقبل توقف أخر جولات المفاوضات بين الطرفين منتصف العام الماضي ذهبت الجبهة لطاولة أديس أبابا وهي تتأبط قرار مجلي الأمن 2046 الذي يلزم الحكومة في الخرطوم بالدخول في مفاوضات جدية مع قطاع الشمال الذي عرف لاحقاً بالجبهة الثورية وهو تحالف الحركات الدارفورية مع المنتسبين للحركة الشعبية بعد انفصال الجنوب من اجل تسوية النزاع في النيل الأزرق وفي مراحل لاحقة طرحت مجموعة الأزمات الدولية ومقرها نيويورك تقرير دعا الخرطوم لترتيب فترة انتقالية تضمن انتقال سلمي للسلطة بين القوي السياسية تتضمن الحركات المسلحة بالطبع بدلاً عن الفوضي في أعقاب معارك دامية شهدتها مناطق كردفان الغربية اثر اجتياح الجبهة لمدن أبو كرشولا وأم روابة.

بعد معارك التحرير الضارية خسرت الجبهة الثورية الكثير من قواتها وسندها علي خلفية تقارير منظمات حقوقية في الغرب بانتهاكات لحقوق الإنسان صاحبت العمليات العسكرية في ابو كرشولا غير أن مراقبين هنا في الخرطوم يقللون من تراجع النشاط العسكري للحركة خلال الستة أشهر الماضية ويري اللواء (م) يونس محمود أن النشاط العسكري للجماعات والحركات المتمردة تراجع في الفترة الماضية بسبب فصل الخريف وان المعارك يمكن أن تعود لتنشط في المناطق الحدودية بعد انقضاء شهري أكتوبر ونوفمبر وما بعدهم لذلك تتجه أنظار الثورية لأوربا وأمريكا قبل بدا جولة جديدة من المعارك مع الحكومة.

اضطراب العلاقات بين دولتي السودان يمد الجبهة الثورية بمساحات للتحرك والمناورة ولكن هل يمكن الرهان دائماً علي علاقات غير مستقرة وعدائية بين الخرطوم وجوبا لدفع أجندة الحركات المتمردة؟ ربما لا فالعلاقات الآن بين دولتي السودان ليست سيئة برغم تراجعها بسبب أزمة أبيي وساهمت تفاهمات الرئيسين البشير وسلفاكير الشهر الماضي في تحجيم النشاطات المعارضة التي تنطلق من حدود البلدين للداخل وبالنتيجة فقدت الثورية دعم حكومة الجنوب الذي مكنها في مراحل سابقة من التحرك واحتلال مدن في الشمال في المقابل تنشط الحكومة في تسريع المفاوضات علي ملف دارفور بالتحاور مع الحركات غير الموقعة علي وثيقة اتفاق الدوحة غير أن لم شعث الحركات المتنافرة عبر منبر تفاوضي واحد في اروشا أو أم جرس أو حتى في الدوحة يحتاج لكثير من الوقت في الجهد ولكنه سيكون خصماً علي قوات الجبهة الثورية وسندها السياسي لأنها لن تستطيع اللعب علي ورقة الأزمة في دارفور في أي منبر إقليمي أو دولي ولكن كيف تستطيع الثورية توظيف الأوضاع الراهنة في السودان لصالح أجندتها؟ بالطبع لن يجدي اللعب بالكروت القديمة والاعتماد علي الخارج .

تقرير / كمال أمين

[/JUSTIFY]
Exit mobile version