فتح المعابر … ضخ موارد مالية لصالح اقتصاد دولتى السودان وجنوب السودان

[JUSTIFY]استدعى الواقع الاقتصادى لدولتى السودان وجنوب السودان الالحاح فى طلب فتح المعابر المتفق عليها بين البلدين لضخ موارد اقتصادية جديدة تسهم فى تحسين الوضع المعيشى للشعبين وتجاوز حالة التوتر فى العلاقات الى التكامل الاقتصادى وتبادل المنافع .
فى خطوة تُعد إختراقاً فى تنفيذ إتفاقية التعاون بين السودان وجنوب السودان، يتوجه يوم الأحد المقبل وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين الى جوبا لأعلان إفتتاح المعابر الحدودية رسمياً وإستئناف حركة التجارة بين البلدين.
وتأتى الخطوة بعد أن وجهت اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان بالبدء الفوري في فتح جميع المعابر الحدودية والبالغ عددها 10 في وقت وقعت الدولتان بداية هذا الشهر في الخرطوم على المحضر التجاري لتنشيط وتفعيل التعاون بين البلدين.
وفى هذا الظرف بدأت السلطات الحكومية فى السودان وجنوب السودان رسمياً اجراءات فتح المعابر التجارية على حدود البلدين يومى الخميس والجمعة الماضيين .
وشمل المحضر الموقع بين البلدين مؤخرا عشر بنود هي تنظيم التجارة ، تشجيع رجال الاعمال، تفعيل القوانين، حركة البضائع والافراد، الملحقيات التجارية، المعاملة التفاضلية، المعاملات المصرفية والتأمين، المصانع والسلع، النقطة التجارية، تسوية النزاعات .
وقال الناطق الرسمي باسم سفارة جنوب السودان بالخرطوم قبريال دينق لسودان راديو سيرفيس الجمعة الماضي بانهم افتتحوا معبري الميرم والرنك كخطوة اولي وسيقوم الجانبان بتوفير الامن و الحماية للتُجار لممارسة نشاطهم التجاري بين الدولتين. وقال “حقيقة نحن شاهدنا بأعيننا فتح معبر الجبلين الرنك ومعابر أُخرى في عدة مناطق ”
وأشار دينق الى أن هنالك بعض المعابر لن يتم افتتاحها حالياً الابعد اكتمال بعض الترتيبات الفنية وقال ” المعبر الذى يمر من تلودى فى جنوب كردفان الى فاريانق فى ولاية الوحدة، والمعبر الذى يصل حتى تورالى بولاية شمال بحر الغزال لن يتم فتحمهما لبعض الترتيبات الفنية”
واكد تاجر من مدينة واو (لسودان راديو سيرفس ) فضل عدم ذكر اسمه لدواعي امنية عن بدء عبور العربات التجارية عبر الميرم شاكياً كثرة وجود نقاط جمع الضرائب في داخل اراضي جنوب السودان.
وقال “الشاحنات التجارية تدخل بصورة عادية عبر الميرم بولاية جنوب كردفان، حيث تتجمع حوالى 10 الى 15 شاحنة ثم تدخل الى الجنوب ”
و قال تاجر اخر من مدينة الرنك انه لا زالت الحدود مغلقة وهم في انتظار الاخطار الرسمي من حكومة السودان. ومضى قائلاً “ليست هنالك اى حدود تم فتحها، المواطنون مازالوا فى انتظار نهاية هذه الاتفاقيات بشأن المعابر بين البلدين ، وفى انتظار أن يأتى اخطار رسمى من حكومة الشمال بالسماح للعربات والبضائع أن تبدا بالعبور الى الجنوب”
وكانت الحكومة السودانية قد قامت بقفل كل المعابر الحدودية مع الجنوب وواقفت انسياب كل البضائع التجارية، بعد استقلال الجنوب على خلفية القضايا العالقة انذاك.
واكد عدد من العمال الذين استطلعتهم وكالة السودان للانباء بمحلية التضامن بولاية النيل الازرق التي تقع قرب الحدود مع دولة جنوب السودان الي ان فتح الحدود يعد هدفا استراتيجيا يمكن الدولتين من الاستفادة من بعضهما البعض خاصة وان الشعبين كانا أمة واحدة مؤكدين حسن المعاملة التي وجدوها من إخوتهم داعين لحرية التنقل والتفكير بصورة علمية من الفوائد التي سوف تتحقق من فتح المعابر .
المزارع عبدالله محمد ابراهيم أكد ان العمالة الجنوبية أسهمت بصورة طيبة في عمليات حصاد السمسم هذا العام مشيرا الي الاضرار التي لحقت بالمزارعين في الموسم الماضي نتيجة للنقص الحاد في العمالة داعيا حكومتي البلدين الي اهمية الاسراع في فتح المعابر وتقنين عمليات الدخول الي الدولتين لانها ستسهم في تحقيق الامن ودعم الحراك الاقتصادي وحث وزارة الزراعة على اهمية توفير مدخلات الانتاج. .
المنجل سيف ادهم الشيخ اكد ان المنطقة ظلت تستقبل أعدادا كبيرة ومتزايدة من الاخوة الجنوبيين الذين أسهموا في نجاح عمليات حصاد السمسم مبينا ان فتح المعابر يسهم في الحد من عمليات التهريب واحداث حراك اقتصادي وتبادل للسلع التجارية بين الدولتين والحد من النزاعات بين المزارعين لأن بعض المشاريع الزراعية تقع في مناطق متداخلة داعيا حكومتي البلدين للاسراع في فتح المعابر.
وكان والى ولاية سنار احمد عباس قد اعلن فى وقت سابق حاجة الولاية للعمال الجنوبيين فى العمليات الفلاحية وقطع قصب السكروغيرها من المشاريع الانشائية ومشروعات البنى التحتية. .
ومن المنتظران يبدأ التطبيق الفعلى لفتح المعابر بعد اجتماع للجنة السياسية العسكرية العليا يوم 15 نوفمبر الجارى لتحديد المنطقة الصفرية والمنطقة منزوعة السلاح لانسياب السلع من خلال المعابر بين الدولتين .

الخرطوم 11 -11 -2013م ( سونا )[/JUSTIFY]

Exit mobile version