أكتب لأنك متنفسي الوحيد حتى لا أنفجر، وتتناثر أشلائي حاملة معها كل فكرة وكل إحباط وحسرة على هذه البلاد ، .. أكتب إنني قرأت كل صحف اليوم فوجدها كلها وقد وضعوا لها خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها وكل مواضيعها متشابهة ومكررة كأن رئيس تحريرها واحد .. ولماذا أقول ( كأن ) يا كيبورد وأنا وأنت نعلم إنه فعلا واحد ؟ .. أكتب يا صديقي .. إنهم غيروا صور بروفايلاتهم في الفيس تضامنا مع أسرى فلسطين المضربين عن الطعام ، وقبل قليل تنازل الإسرائيليون وقبلوا بمناقشة مصير هؤلاء الاسرى .. أخبرهم أن يغيروا صورهم أيضا تضامنا معنا نحن أيضا .. نحن لن نضرب عن الطعام لأنه من تلقاء نفسه قد أضرب عنا .. أكتب يا كيبورد إننا أكبر دولة تمتلك ثروة حيوانية في العالم وكيلو اللحم عندنا تجاوز الأربعين جنيها … أكتب إنه حتى الطقس صار موازيا لمزاجي و حال الناس وتضافرت الشمس مع الغبار والعرق والاسعار لتصنع وجوها عابسة بائسة تعسة كانت يوما شيئا باسما إسمه مواطن سوداني ، أكتب يا كيبورد إن الفصول تتغير ونحن حالنا ثابت ولا يتغير إلا للأسوأ ، وغدا يأتي الخريف لتعود المياه لمجاريها .. وحين أقول مجاريها فأنا أعني فعلا مجاريها .. أكتب إن زميلتي إستشارتني قائلة إنها قد تلقت عقد عمل في السعودية ولكنها لا تستطيع الذهاب بدون محرم .. أكتب إنني قد قلت لها :
– إذهبي يا زميلتي .. أنت محظوظة لأنهم قرروا فك حظر تصدير الإناث
د.حامد موسى بشير