20 ألف رجل يتحرشون بطفلة

[JUSTIFY]من القضايا التي من خلالها يمكن تسليط الضوء على ضعف الوازع الإنساني، وتلاشي القيم الأخلاقية من قلوب وضمائر الكثير، قضايا التحرش والتحرش الجنسي على وجه الخصوص، ومما يؤلم أن قضايا التحرش لا يقع ضحاياه إلا الضعفاء خصوصاً من الأطفال الصغار في السن الذين لا يدركون لماذا يتعدى الآخرون عليهم، ولكنهم يشعرون بالمرارة والحزن والكآبة بل وأيضاً قد يحاولون التخلص من حياتهم.
الحضارة المادية وكل هذا الزخم المعلوماتي القاسي، جعل الكثير يعيشون في نزوة مبتعدين عن القيم الأصيلة متجاهلين للمبادئ واحترام حقوق الآخرين، لقد حولت المادية بعض القلوب لتكون كالحجارة أو أكثر قسوة من الحجارة، لا تفكر إلا في نزواتها وإشباع الغرائز الحيوانية. وكما يقال فإن الانحراف لا يتوقف بل هي سلسلة كلما أمعنت في السير في خطاها زادت رغباتك ومتطلباتك المريضة، حتى تصل لدرجة اللامعقول ودرك هابط جداً من الإنسانية يلامس الحيوان واهتمامات هذا الحيوان.
قرأت قبل أيام خبراً عن جمعية هولندية متخصصة في حماية الأطفال، حيث قامت باختراع طفلة افتراضية تبلغ من العمر عشر سنوات وتدعى سويتي، ونشرت تسجيلات بالفيديو لها على غرف الدردشة. والمفاجأة أنه اتصل نحو 20 ألف رجل بالطفلة بل عرض عليها ألف رجل مبالغ نقدية. غني عن القول إن الجمعية زودت الشرطة قائمة بأسماء هؤلاء الرجال. يقول إنغاس كروفورد مراسل بي بي سي إنه زار غرفة العمليات الخاصة بالجمعية الخيرية في مخزن على مشارف أمستردام، وشاهد أحد الباحثين يدخل إلى الإنترنت منتحلاً شخصية سويتي، وهي شخصية مخترعة إلكترونياً ولكنها تبدو حقيقية وواقعية تماماً. وبعد ثوان من ظهور سويتي على الإنترنت أحاط بها الرجال. وكان من بين الرجال الذين شاهدوا سويتي نحو ألف رجل على استعداد على منحها نقوداً للتجرد من ملابسها أمام كاميرا الإنترنت، من بينهم 254 من الولايات المتحدة و110 من بريطانيا و103 من الهند. ومن أكثر من دولة عربية.
وقال هانز غويت مدير المشروع في مؤتمر صحافي في لاهاي الاثنين، إن هذا النوع من الجرائم يتطلب نوعاً جديداً من العمل الشرطي، وأن المعتدي لن يعلن عن نفسه كما لن تعلن الضحية عن نفسها.
هذا العمل الشجاع من هذه الجمعية يجب أن ينبهنا لحقيقة مفادها بأن ضعاف النفوس في كل مجتمع، فلنحمِ أطفالنا بمراقبتهم وتوعيتهم ولا نتركهم فريسة سهلة للذئاب البشرية.

دنيا الوطن

[/JUSTIFY]
Exit mobile version