وقال الأمين العام للجنة الاتصال بالحركات المسلحة، الفريق صديق محمد إسماعيل، لبرنامج “لقاءات”، الذي بثته “الشروق”، يوم السبت، إن السلام بدارفور يحتاج لتنازلات كبيرة من قبل الحكومة والحركات المسلحة.
واتفقت لجنة الاتصال بالحركات المسلحة مع المتمردين في العاصمة اليوغندية كمبالاً مؤخراً على رؤية وتصور مكتوب لاستكمال السلام بدارفور.
وذكر الفريق صديق أن سكرتارية اللجنة أبلغته بتسملها رؤية الحركات المسلحة التي قال إن اللجنة ستعمل على دراستها وتحليلها ومقارنتها مع المطالب الأساسية، للمواءمة بين ما هو مطلوب وما هم وموجود على الأرض.
وأكد أن للاتحاد الأوروبي وأميركا عبر اليوناميد مجهودات مبذولة للسلام بدرافور.
حديث التنازلاتوأضاف: “في جنيف تخلفت العدل والمساواة وحركة عبدالواحد وذهب مني أركوي، وفي أروشا ذهب جبريل ومني وتخلف عبد الواحد، وفي باريس سيلتقون كلهم”.
وأشار الفريق صديق إلى أن “لجنة لقاء باريس متوقع لها أن تكون للحوار مستصحبة الدعوة للحركات أن تلحق بركب السلام عبر وثيقة الدوحة، ولا أعتقد أن هناك ما يقلق في هذا اللقاء”.
وأوضح أن المتغيرات الإقليمية والدولية تمضي ضاغطة في اتجاه السلام وأن قضية دارفور تحتاج إلى تنازلات كبيرة من قبل الحكومة والحركات المسلحة.
وقال الفريق صديق، إن رئيس لجنة الاتصال بالحركات المسلحة، صديق ودعة، كان في كمبالا ووقع فيها وثيقة، والآن في جوبا وفي طريقه إلى بريطانيا، وربما سيتجه منها إلى العاصمة الفرنسية باريس.
وأضاف: “عملنا قنوات للاتصال لتعزيز الثقة للعمل على نقل المتمردين إلى مربع آخر، وكانت النتيجة هي لقاء الحركات بكمبالا وانتهى اللقاء خلال يومين، ما كان حلماً يصعب على الآخرين”.
وأشار الفريق صديق إلى أن هناك من يقول إن عمل اللجنة بطيء، مبينا أن عملها ليس سرياً، ولكن إدارة الأزمة تحتاج إلى منهج يتم التواصل مع الأطراف ممثلاً في الحكومة والحركات المسلحة والمجتمع الدارفوري.
لقاءات كمبالا وقال الفريق صديق إن الحركات المسلحة بقيادة جبريل ومناوي كانت طريقتها في التعامل مع لجنة الاتصال بكمبالا ودية وأخوية، وكانت تستصحب معها همَّ أننا شركاء في هذه القضية.[عبد الواحد رفض لقاء عشيرته بكمبالا] عبد الواحد رفض لقاء عشيرته بكمبالا
وأضاف: “التقينا معهم ومع عناصرهم الأخرى وأدرنا حواراً استمر أكثر من خمس ساعات بمنزل مني أركوي ووصلنا للاتفاق الذي أُعلن”.
وأكد أن “جبريل إبراهيم كذلك – دعا اللجنة في منزله وجمع كوادر، وأدرنا حواراً وأمن الجميع على ما تم التوصل إليه من اتفاق”.
واعتبر صديق أن لعبد الواحد محمد نور موقفاً شخصياً وهو كرئيس للحركة كان ينبغي أن يكون مستعداً لطرح خطابه للآخرين، وأن دارفور ليست ملكاً له.
وأضاف: “كنا نأمل أن يفتح قلبه للجلوس مع الوفد، ولكنه يرفض الآخر تماماً، وهذا يضر بقضيته كثيراً”.
وقال الفريق صديق إن الذين مع عبدالواحد أشواقهم تسير نحو الالتقاء بالآخرين، والالتحام مع مسيرة أهل دارفور، ولكن موقف عبدالوحد يصدم شعورهم.
وأضاف: “هذا يتجلى في الخلاف مع نائبه أبو القاسم إمام، ومواقفه لا تشبه القادة الذين لديهم قضايا، ولا نعرف ماذا يريد عبد الواحد، وهو ليس مستعداً للإفصاح عن مواقفه حتى للأقربين له.
وقال صديق: “علمت أن عشيرته والأقريبن ذهبوا إليه ليستمع إليهم فوجدوا منه التعالي والتمنع”.
وأضاف: “إما أنه سابق لزمانه وإما أنه متخلف عن زمانه، ولكنه ليس من هذا الزمان”.
رسائل سالبةوقال الفريق صديق إن هناك ثقة موجودة بين القائمين على الاتصال باللجنة والحركات المسلحة، وهذا من من الأسباب التي أتت بصديق ودعة رئيساً للجنة الاتصال وعلاقاته بالحركات المسلحة بدارفور منذ قيامها، وهو الحاضن الأساسي للحركات المسلحة.
وانتقد صديق الحديث عن منطق القوة، وأن الصيف هذا سيكون لسحق الحركات، وقال إن هذه التصريحات تحدث صدمة وتؤثر في مسيرة السلام وهي بحر متلاطم الأمواج.
وقال إن هناك رسائل سالبة حملها لقاء أم جرس الذي عقد بدعوة من الرئيس التشادي إدريس دبي، وأمَّته قيادات من قبيلة الزغاوة وكوادرها من السودان بعلم الحكومة.
واعتبر الفريق صديق أن حديث الرئيس إدريس دبي الذي يدعو لفرض السلام فرضاً على حملة السلاح وإجباراً لهم على التراجع، واستعدادهم للحاق بهم وسحقهم أينما كانوا كما فعل في مالي رسائل سالبة، لأن طبيعة المتمردين هي المصادمة والتحدي والمواجهة.
وأضاف: “دورنا أن ننصح الجميع في الحكومة والحركات المسلحة وسنبدي هذه الملاحظة للأخ الرئيس البشير في أول لقاء للجنة معه أو عبر رئيس اللجنة أو عبر رئيس السلطة الإقليمية لأن مسيرة السلام تحتاج إلى دعم شخصي من الرئيس البشير”.
شبكة الشروق
[/JUSTIFY]