وتتعلل معظم المدخنات بأنه يشعرهن بنوع من الراحة النفسية ويزيل التوتر والضغظ النفسي الذي يتعرضن له اثناء حياتهن اليومية، فهن يرين انهن بذلك قد يشعرن بالارتياح، وأخريات يعتبرن ان الأمر يدخل ضمن الحرية الشخصية للفرد والمساواة بين الجنسين، ويطالبن المجتمع بتقبل الامر مثله مثل تقبله لتدخين الاولاد والشباب، فلا ينظر للولد او الشاب المدخن على انه منحرف او طائش ولكن البنت المدخنة يعتبرونها منحرفة السلوك وتكون منبوذة ويرفضها المجتمع، وهو امر لن يتقبله المجتمع السوداني يوماً ولا يمكن لمنظر فتاة مدخنة في مكان عام ألا يثير حفيظة العامة.
«س» التي لم تستطع التوقف عن تدخين السجائر بعد عدة محاولات، ارادت ان تقلع عنه، وقالت انها بدأت التدخين في سن مبكرة، وكان الامر مجرد مزحة بينها وبين صديقتها، ولكن سرعان ما تطور الأمر واصبح ادماناً، وعندها اكتشفت اسرتها الامر وفعلت المستحيل للاقلاع عنه، حتى استسلمت للأمر واصبحت معروفة في اسرتها بذلك لتتعرض للضرب المبرح والكثير من انواع العقوبات حتى ملوا منها وتركوها تمارسه ولكن بسرية.
اما قصة «ك» فتختلف حيث تقول: لم اتخيل في يوم من الايام ان اصبح من المدخنين، بل على العكس تماماً كنت اكره الرجال الذين يدخنون السجائر، وبعد ان دخلت الجامعة تبدل الامر تماماً وخاصة بعد ان سكنت في احدى الدخليات التي تعلمت فيها التدخين، لأجد نفسي في موقف صعب، وبعد ان رجعت الي اهلي لم استطع التحمل لاصارح امي التي حاولت مساعدتي على تركه ولكن دون ان يعلم والدي واخوتي بالأمر، ولكن لم يفلح الامر فاستمررت في تعاطيه.
وهناك «لينا» التي نشأت خارج السودان في بيئة يوجد بها نوع من التحرر، وقالت انها تعلمت التدخين في المدرسة حيث كان يدل علي قوة شخصية البنت ونوع من التفاخر، ولما حضرت الي السودان اصطدمت بالعادات والتقاليد التي لم تكن تعرف عنها شيئاً، ففي بادئ الامر كانت تظن ان الأمر عادياً، فاخرجت سيجارة امام الجميع لكي تدخنها، فاندهش الجميع واستهجن الامر حتى ان بعضهم وصفها بالانحراف، ولكن الآن اصبحت تحرص كل الحرص على ان يظل الأمر سرياً.
النظرة الاجتماعية للبنت المدخنة
الاستاذة ليلي قالت: ان البنت المدخنة لا تجد أي نوع من القبول في جميع فئات المجتمع، وينظر لها على انها فاقد تربوي، وانها انسانة غير جديرة بالاحترام والثقة، ولهذا معظم المدخنات يمارسن تلك العادة في سرية تامة حتى يحافظن على مكانتهن الاجتماعية.
وتشاركها الرأي بدرية التي تري ان أية فتاة مدخنة ينقصها الكثير من التربية والوازع الديني، ولهذا ترفض ان تكون لها أية صلة او نوع من التعامل بينها وبين فتاة مدخنة، وتعتبرها في بداية الطريق نحو الهاوية، ويصاحب التدخين الكثير من السلوكيات التي قد تجعل البنت لقمة سائغة لضعاف النفوس.
الشاب احمد الذي يرفض ان يرتبط بفتاة مدخنة قال: لا يقبل أي شاب مهما كانت سلوكياته منحرفة او افكاره متطرفة أن يتزوج فتاة مدخنة، فالكثير من الشباب يرفع شعارات التحرر والمساواة بين الجنسين، ولكن عندما يتعلق الامر بالزواج يسقطها جميعاً، وخاصة ما يتعلق بسلوكيات شريكة حياته التي يقف عندها كثيراً ويدقق ويمحص.
وطارق قال إنه كاب لا يقبل ان تكون احدى بناته من المدخنات، واذا حدث لا قدر الله ذلك فإنه سوف يتبع عدة طرق تبدأ من النصح مروراً بالضرب وتنتهي بالطرد من المنزل في حالة عدم الاستجابة، ويضيف ان هناك فرقاً بين اعطاء الحرية للبنت وتحررها، فيمكن ان تعطي الحرية ولكن لا يمكن ان نتركها متحررة.
رأي علماء النفس والاجتماع
ترى الاستاذة مروة ان هناك الكثير من الاسباب التي تؤدي بالفتاة الي التدخين، منها اصدقاء السوء والتفكك الاسري والتنشئة الاجتماعية، وقد يكون الامر في بدايته نوعاً من المغامرة او تجربة، فيتحول الي عادة حتى تصبح ادماناً، وفي الغالب يبدأ ذلك في سن مبكرة مع مراحل طور البلوغ، حيث ان اغلب المدخنات بدأن التدخين في سن مبكرة، ولكن هذا لا ينفي تعلم البنت التدخين في سن متقدمة، وترى ان التوعية النفسية والصحية قد تحد من تلك الظاهرة خاصة في المدارس والجامعات التي يمكن ان تكون الاستجابة فيها أكبر بعد توضيح مخاطره.
كتب: صديق علي –الانتباهة