مما يؤسف له أن مقالكم – أسس على إنطباعات، ولم يؤسس على حقائق علمية و بني على رؤية فطيرة لا يؤيدها منطق سليم، ولم يقدم نقدا ينفذ لما وراء الحقائق ليقترح الحلول. بل تعدى التناول العام للقضية ليطعن في نوايا القائمين على الأمر، حتى لا توضع الاشياء في غير موضعها و يدرس الأمر من غير أهله وحتى لا أبني ردي على ذات النسق فتضيع الحقيقة لذا أود أن أوضح الآتي ..
** أولاً: الأرقام الواردة في المقال هي جزء يسير من المعلومات المقدمة لمنتدى الشبكة السودانية للأيدز. البرنامج القومي لمكافحة الايدز لم ينظم هذا المنتدى، بل كان أحد مدعويه ولم يكن هدف التنوير إستقطاب الدعم المالي من وزارة المالية أو من غيرها و لكن لتجديد معلومات الجهات العاملة في المكافحة (من غير تضخيم للوضع أو عرض أرقام زائفة ).
تقتضي الأمانة الصحفية التناول الكامل للمعلومات وعدم التركيز فقط على الجزئية التي تخدم فكرة المقال (الخاطئة). فالمقال لم يذكر المجموعات السكانية التي سجلت تناقصاً في معدل إنتشار المرض وقد ذكرت ضمن التنوير (مثل سائقي الشاحنات الذين تناقص إنتشار المرض بينهم من1% في 2002 الى 5، % في 6002 )
ثانيا: أولى خطوات حل المشاكل هي الإعتراف بها يمثل الايدز أحد إشكالاتنا الكبرى. التشكيك في دقة الأرقام المعلنه هو ضرب من الإدعاء المضر. كل صاحب فكر ناضج يمكن له أن يصل الى ما وصلت له الارقام إذا ما حلل جزءً من السلوكيات المنحرفة في بعض مجتمعاتنا إن كنتم لا تثقون في هذه الإحصائيات فيمكنم أن تزوروا جمعيات دعم المتعايشين التي أصبحت حقيقة ماثلة .
ثالثا :لا نحسب أن وزارة المالية مؤسسة إنطباعية القرار يحظى بدعمها كل من ارتفع صوته. فهي لها آلياتها المعروفة لتوزيع موارد الدولة ان التقصي عن البرامج الخدمية لإدراج دعم لها لا يتم بترصد المعلومات من المنابر العامة (كما ذكر المقال) ولكن للوزارة أدواتها الخاصة للإطلاع على المعلومات الضرورية مثل الإجتماعات المتخصصة و التقارير الفنية.
و للمعارك أبطال لها خلقوا وللدواوين حساب و كتاب
ولكن هل وزارة المالية من الداعمين الأساسيين لبرامج الايدز؟ و هل إرهابها سوف يجعلها تستجيب؟ الإجابة لا. لا يتعدى دعمها المالي الفصل الأول (مرتبات العاملين). ويمثل الدعم الخارجي جل الموارد المتاحة لتنفيذ برامج المكافحة .
رابعاً: ترتكز السياسة القومية لمحاربة الايدز على قيم أهل السودان و تعاليم دينهم، فهي تمثل لنا خط الدفاع الأول الذي يعصم أهلنا .
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحيى دينا
ومن رضي الحياة بغيردين فقد جعل الفناء لها قرينا
لايعني إعلان الارقام الحقيقية للايدز التشكيك في أخلاق أهلنا، ولكنه اداء للواجب وتقتضيه الأمانة المهنية، ولكن هل الأخلاق هي العاصم الأوحد وإن إلتزم بها أهلنا (من غير شاذ بينهم)؟ بالطبع لا. الأخلاق إذا لم يصاحبها وعي لن تكون وحدها كافية للحماية
لايبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه
خامساً: تعتمد متابعة إنتشار المرض على تسجيل الحالات المكتشفة (بالإضافة للدراسات الميدانية) و هي بدورها تعتمد على القدرة الفنية للكادرالطبي و البنية التحتية للمؤسسات الصحية. تخصيص ميزانيات توظف لرفع قدرة الكادر و تطوير البنية التحتية يرفع القدرة على إكتشاف الحالات مما يجعل العلاقة بين الحالات المكتشفة و الميزانية المرصودة علاقة متطردة .
وإتساقا مع التجربة الإنسانية ( المحلية و العالمية) يحتم علينا منطق الواقع أن نجهر بالقول متى ما سنحت لنا الفرص ..لو خيرنا لما إعتلينا المنابر للحديث ولفضلنا الصمت ،فأقلل من لقاء الناس إلا لكسب العلم أو إصلاح حال.
سوف نستمر في الحديث حتى يعلم الجميع أن الايدز مشكلة صحية إجتماعية تنموية كبرى
أما ترى الحبل بطول المدى على صليب الصخر قد أثرا
سابعاً:إن عكس صورة جيدة للبلاد ليس من إختصاصاتنا هي مهمة إعلامنا لو تصدى لما يثار ضد السودان و قيمه بطرق علمية و إسلوب جذاب لكفانا شر الآخرين
وغير تقي يأمر الناس بالتقي طبيب يداوي الناس وهو عليل
د.أحمد محمد محمود
نائب مدير البرنامج القومي لمكافحة الايدز بالإنابة
** من إليكم :
* شكرا د. أحمد على التعقيب ، وأعانكم الله على مكافحة هذا الداء ، ولكن بلاغضب خذها مني نصيحة لوجه الله ثم هذا الشعب الطيب الأعراق ، وهى إدارتكم للملف إعلاميا في موسم توزيع الميزانية قد أضرت بسمعة البلاد إلتى تدعونا أنت – في سابعا – أن نتصدى لما يثار ضدها ، وليتك ذهبت إلى السعودية وأبوظبي – على سبيل المثال – لتشاهد أبناء وطنك في صفوف الفحص مع البنغال فقط لتجديد إقاماتهم ، حيث الكل المقيم هناك – ولو من عهد الخلفاء الراشدين – صار ملزما بالفحص عند تجديد الإقامة منذ شهر ونيف ، والسبب هو ضجيج برنامجكم ، هذا غير ان دولة عربية جاءت بمعمل خاص يجاور سفارتها بالخرطوم للفحص تحت إشرافها ، وكل هذا بسبب ضجيجكم الذي يوحى بأن السودان فى مرحلة الوباء ، وهذا غير صحيح .. وعليه ، لانختلف في المكافحة كغاية ، ولكن اتحفظ عن يكون ضجيجكم الفضائي والصحفي هو الوسيلة فقط ، وكما قلت سابقا: ( بقليل كلام وكثير عمل يستطيع برنامجكم أن ينجز الكثير ) .. اتفق معي بيانا بالعمل في مابين القوسين فقط ، وإلا سخر ميزانية هذا العام لفضائيات الدنيا ووكالات أنباء العالمين حتى تقنع كل اهل الأرض بأن الداخل الى السودان مفقود والخارج منه موبوء ..ان كان هذا يرضي برنامجكم ، فليواصل البث المباشر .. وأعاننا الله على التصدي لمايثار ضد السودان بالباطل ، كمانصحت … ولك السلام …………….. ساتى
إليكم – الصحافة الجمعة 21/11/2008 .العدد 5537
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]