المخرج العالمي سعيد حامد من أمام الكواليس

[JUSTIFY]السيرة الفنية والمهنية للمخرج السينمائي سعيد حامد تشير إلى أنه ظل منذ مطلع التسعينات أحد فرسان السينما الذين تنعقد عليهم رهانات الفرجة والمتعة السينمائية البصرية، فسعيد صانع أفلام مجود بجانب أنه استطاع بتفجير تيارات الكوميديا الواقعية أن يعيد الاعتبار لجمهور صالات العرض ويعيد الجمهور للسينما بعد أن شهدت دور العرض تراجعاً ملحوظاً في الإقبال، الحديث عن خلو سينما سعيد من البعد السياسي حديث غير دقيق والآراء النقدية الكسولة هي التي تصنف إنتاج سعيد بأنها أفلام الضحك والفرفشة، والواقع أن سينما سعيد استطاعت أن تكشف عن العديد من الخواء والتعقيدات التي يعيشها الواقع العربي الراهن وقالت أفلامه وجهة نظر في العديد من شؤون الراهن كالعلاقة مع إسرائيل ومع الغرب وفي قضايا التعبير والحريات وحق المواطنة، وقدرات سعيد كصانع أفلام تجعل كل هذه القضايا مطروحة بشكل سينمائي بعيداً عن الهتافية والمباشرة وإنما بلغة سينمائية ذكية حول استقراره وعمله بالسودان عبر شركة spot.. طرحنا عليه جملة من القضايا والموضوعات حول السينما وعلاقة السينما بالترويج والإعلان ورؤيته للمشهد الفني الراهن عربياً ومحلياً وما هي خططه نحو المستقبل فكانت هذه السطور:

تكررت زياراتك إلى الخرطوم وبات الأمر أشبه بالإقامة الدائمة، هل نستطيع القول إن سعيد حامد آثر العودة إلى وطنه أم هو تأثير الأوضاع في مصر؟

– صلتي بمصر وبالقاهرة تحديداً قائمة

أصلاً ولم تتأثر وفي أي وقت أستطيع العودة واستئناف عملي فأنا بحمد الله أحتفظ برصيد وافر من العلاقات الفنية والإنتاجية في مصر وإنما أحببت أن أعطي بعض الوقت والجهد للوطن عبر تطوير عملية الإنتاج السينمائي وتطوير عمليات الترويج المؤسسي للعلامات التجارية المختلفة.

٭ وما هو هذا العمل؟

– في spot نحاول أن ننتج مواداً ترويجية إعلانية وإعلامية وننظم مجموعة أنشطة وفعاليات ذات طبيعة ترويجية وإعلانية وبحمد الله فقد أستطاع عملنا في spot أن يقنع كبرى الشركات بالتعاون معنا ونفذنا في هذا الإطار مجموعة من الأنشطة بعضها دراما والآخر برامج وتم تسويق دراما بمشاركة سودانية عربياً على سبيل المثال «عربيات» بطولة جمال حسن سعيد في العام 5002م.

٭ منذ 5002م وأنت تفكر في العمل بالسودان؟

– شوف يا أخي السودان لم يغب عن بالي وخاطري في أي وقت من الأوقات لذا أنا حريص على أن أقدم شيئاً لبلدي رغم أن مصر كذلك هي بلدي ولم أحس في مصر إطلاقاً بأنني غريب أو طاريء على الوسط الفني المصري.

٭ هل لأنك درست وتعلمت في مصر؟

– طبعاً هذه واحدة والثانية أنني ابن الكار كار السينما بدأته من تحت من أصغر المهن الفنية في التنفيذ والديكور وإدارة اللوكيشن حتى صرت مخرجاً سينمائياً ليس بالدراسة فقط وإنما بالتجربة والممارسة العملية.

٭ في برنامج «شاي ودهب» لاحظ الناس أن هناك من قام لاحقاً بتقليد فكرتك والإخراج وربما المادة نفسها؟

– أعمل إيه أهو ده السودان.. أنا لما اشتغلت وضعت فكرتي ونفذتها بالشكل اللي انت شفتو حطيت في الشغل شوية بهارات سينمائية عشان يكون في هدف وفي جمال وفي إبهار روح شوف الناس اللي بتقلد دي بتعمل كدا ليه واسألها.

٭ مش خايف شغل الترويج والإعلان ياخدك من السينما؟

– أنا مش عارف ليه الناس بتبص للسينما كأنها حاجة خيالية مالهاش علاقة بالناس، الإعلان بتعامل مع الناس مباشرة في أكلهم وشربهم وفي الأزياء اللي بلبسوها وفي العطور والمكياج اللي بحطوه، الفرق أن السينما بتعمل ده بشكل فني فيه story فيه تصور درامي فيه فنيات معينة، طب لما تجي تحط الفنيات دي بخبرتك كسينمائي في مادة ترويجية أو إعلانية بتظهر بشكل أحلى وأجمل وفيها إبهار ومعنى وقيمة كمان، لأن السينما بتهتم بالشوف أكثر.

٭ يعني عملك بمجال الإعلان والترويج لن يلغي مشروعاتك السينمائية؟

– لا أبداً.. الآن أفكر في إنتاج ضخم لفيلم سوداني، سوداني بمعنى الفكرة والموضوع واللوكشن كمان ممكن تكون في الفيلم استعانة بشخصيات أو نجوم من خارج السودان لكن الفكرة المحورية تدور هنا في السودان ودي يمكن تكون بداية لتجارب قادمة، ودي كلها مشاريع شغالة دلوقت.

٭ السينما في مصر.. هل هي بخير؟

– صعب تفصل السينما عن حياة الناس وهمومهم وظروفهم، السينما في مصر تأثرت في الفترة الأخيرة لكن لأن الأساس بتاعها متين في ناس لسه بتشتغل رغم الأوضاع كلها وقيمة السينما أنها لما تشتغل بتشغل معاها ناس كثير، بتشغل بتاع البوفيه والفنيين في دور العرض وحتى المواصلات والمطاعم بتشتغل لأنو السينما نشاط أسري لازم الأسرة تتعشى مع بعض بعد الفيلم ودي تجربة اجتماعية مهمة جداً تعزز تواصل وترابط النسيج الأسري.

٭ طرحت من قبل مبادرة من قبل لإحياء صناعة السينما وتفعيل دور العرض في السودان أين وصلت؟

– الحقيقة هي مبادرة خاطبت بها القيادات في وزارات الثقافة سواء في ولاية الخرطوم أو الوزارة الاتحادية وأنا مستعد أجيب شركات تأهل اثنتين، ثلاث من الدور ويمكن الحكومة أو القطاع الخاص يكمل الباقي، مهم جداً في البلد تكون في صالات سينما لانو ده مهم جداً لإبراز شخصية البلد الحضارية زي أهمية المكتبات في المدن، فمدينة ما فيهاش مكتبة دي ما بتبقاش مدينة وقد وجدت هذه المبادرة مؤخراً تجاوباً مبشراً من السيد وزير الثقافة أحمد بلال ونرجو عبر تكامل الأدوار بيننا وبين الوزارة أن تسير هذه المبادرة إلى الأمام لتحقيق أهدافها المرجوة.

٭ الاتجاه للإعلان والترويج هل جاء نتيجة لتعثر إمكانية الإنتاج السينمائي؟

– أبداً الشغل موجود والحمد لله إنما أحب أعمل شغل غير الشغل التقليدي الموجود في السوق، فأنت لو لاحظت الإعلانات خاصة المعمولة ڤيديو فيها مشاكل فنية كبيرة جداً من حيث جودة الصورة والصوت والأفكار مكررة وضعيفة ومافيش إضاءة جيدة.

٭ بتفتكر ليه ده بيحصل؟

– أولاً.. الفئات التي تتعامل بها الشركات فئات ضعيفة لا تفي بكل متطلبات الإعلان الجيد والمتقن وفي مصر مثلاً كبرى الشركات تضع ميزانية سنوية ضخمة بملايين الدولارات لمنتج واحد ممكن يكون الإعلان standard جاهز ويبث فقط كما يمكن أن تحدث للإعلان معالجة محلية، الوضع في السودان مختلف لأن الفكر التسويقي عندنا محلي جداً ولا يستعين بمتخصصين وهذا ما نحاول الآن تجاوزه وتطويره.

٭ مبادرتك لإنتاج دراما سودانية أين وصلت؟

– أطلقت هذه المبادرة ودعيت القطاع الخاص والحكومي للمشاركة في هذا المشروع ولم أجد الحماس الكافي، مجرد وعود وعموماً الإيقاع بطيء في التعاطي مع الشأن الفني والثقافي وإن كان الوجه الثقافي والفني عموماً هو ما يصلح لأن يمثل السودان خارجياً.

صحيفة آخر لحظة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version