تحت الذروة .. بقليل : حزب مولانا وحراك الوطني.. “اشغل حلفائي بأنفسهم”

[JUSTIFY]موجة الإصلاح التي غمرت شواطئ الوطني مؤخّراً امتدّ خيرها العميم نحو كيانات مجاورة، فالتيار اللافح الذي ضرب سواحل الحزب الحاكم، بدا الاتحاديّون في الوقت الراهن أكثر المستفيدين منه في الوجه الإيجابي لمعنى الشقاق على الأقل، كون الانشغال بالمسألة أسهم في تراجع مستوى التعاطي الإعلامي المكثف مع أحاديث الانسلاخ التي تلت أحداث سبتمبر؛ إذ ما زالت التوصية التي رفعتها اللجنة القيادية بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل إلى رئيس الحزب السيد محمد عثمان الميرغني، بفض وإنهاء الشراكة مع المؤتمر الوطني تراوح التقلّب بين يدي مولانا، دون أن تنشغل المجالس بالسؤال الملحاح الذي طرأ على الساحة السودانيّة بأكملها قبل الاتحادية حول رد زعيم الختمية بخصوصها وميقاته وأسباب تأخره؟!

المؤكّد الآن هو أنّ الزلزال الكبير الذي هزّ أركان المؤتمر الوطني، والمؤسسات القريبة منه، جعل اهتمام الإعلام والساسة يتّجه إلى متابعة الهزّات الارتداديّة المختلفة، التي تصاعدت ووصلت إلى قرارات فصل عدد من تيار الإصلاحيين الذين شرعوا في ترتيبات تكوين حزبهم الجديد. ولكن المؤكّد أيضاً في السياق هو أنّ أحداث وأخبار تيار الإصلاح ومحصلتها النهائيّة لم تصل إلى نهايتها بعد.. كما أنّ موجة الإصلاح لم تبلغ مداها الأبعد، أو على الأقل، لم تلبّ المغامرة بعد ذروة التشويق التي انتظرها الكثيرون على الشاطئ، وهذا ما سيجعل من انتظار مولانا وتأجيله البتّ في أمر المذكرة تصرفاً متوقعاً ومتوافقاً مع اللعبة السياسيّة، وشعارات المشاركة، التي تتحمّل أن تجري في كلّ الاتجاهات المتعاكسة.

الشيء الطبيعي هو أن يتّجه المؤتمر الوطني بعد أن يتوقف نزيف الإصلاحيين لأن يحاول توسيع الدائرة الأخرى من الشركاء للإيحاء على الأقل بأن الأمن مستتب وأنه يقف على أرضية صلبة وأن أحاديث الإصلاحيين عن معاناة الشعب السوداني يناقضها التزام أحزاب في حكومته القادمة وهذا يجعل مولانا ينتظر المساحة الأكبر من السلطة التي تعادل (بدل زعل) الشهر الماضي الذي أدّى لبروز التوصية بالخروج، زائداً مساحة المناورة بثمن منح المؤتمر الوطني الشعور بمزيد من الاطمئنان من أحزاب كانت ذات أغلبية في حكومة ما قبل انقلاب الإنقاذ.

في اتجاه آخر، منحت (جوطة) الإصلاح والإصلاحيين مولانا الفرصة لحساب الأرباح والخسائر وعدم التسرع بالبت في أمر التوصية؛ إذ ربما رفض مولانا الانسحاب من الشراكة فتحدث تطورات دراماتيكية تؤدي بحياة الانقلاب وتعجل برحيلها فيصبح مولانا وحزبه وطائفته جزءاً من تركة الماضي عملا بالحكمة (الأمور بخواتيمها) وأي خاتمة؟! أو أن يحدث العكس ويمرر مولانا توصية الخروج فيستعيد الوطني أنفاسه ويسيطر على نفسه وعلى الساحة فيصبح مولانا ورهطه من النادمين باعتبار أن مساحة السلطة التي يتركها يملؤها المنشقون من الحركة الاتحادية من الأحزاب والتيارات فيتقوون بمظاهر السلطة وتنتعش الدور وتتكاثر العضوية، ولعل هذا ما جعل القيادي بالاتحادي الأصل يقول إنهم (شاركوا في الحكومة حتى لا يتمدد المنشقون في مساحاتهم).

وأمر استعجال الوطني لمولانا بالبت إيجابيا في أمر المذكرة والتراجع عن قرار الانسحاب يمكن أن تفسره التصريحات التي ما انفك يطلقها قادة الوطني والدولة بأن الحكومة تنتظر موافقة هذا الحزب أو ذاك على حصة المشاركة ولسان حاله يقول: (إياك أعني واسمعي يا جارة).. لأن الأحزاب التي يقال إنها قادمة تنفي في ذات اللحظة بالقول إن هذا كلام عار من الصحة وإن لقاءات بيوت (البكيات) إذا كانت تفاوضا من أجل الشراكة فهذا يعني أن الحزب الحاكم نائم وعليه أن يصحو.. أو كما قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر المحامي.

صحيفة اليوم التالي
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version