شنباوي قاضي«5»

شنباوي قاضي«5»
وجاء اليوم الحاسم
جلس شنباوي يفكر بعمق في الطريقة التي يواجه بها ابو عنكب لأن هزيمته هزيمة لكل القضاة السوداني وأخيراً قام من كرسيه وذهب وتوضأ وقرأ سورة البقرة كاملة بخشوع شديد ثم آيات السحر والأحاديث النبوية القيلت في هذا الشأن ثم توكل على الله وذهب إلى قاعة المحكمة وكانت مزدحمة للغاية بعد الذي شاع بين الناس بأن أبا عنكب استخدم سحره ضده مولانا شنباوي وجعله يعتذر عن الجلسة فزاد حب الإستطلاع في النفوس!!
وطلب مولانا شنباوي بمثول المتهم أمامه ودخل أبو عنكب بثقة شديدة مبتسماً رافعاً رأسه ينظر للجميع بوقاحة.. ثم وقف أمام مولانا شنباوي فكتم الجميع أنفاسهم فلقد جاءت اللحظة الحاسمة وهنا نظر مولانا شنباوي إلى أبي عنكب بنظرات صارمة وحادة فأخذ أبو عنكب يتمتم ببعض العبارات.. وهنا وضع مولانا شنباوي المصحف أمامه وقال بصوت جهوري «ما جئتم به السحر فإن الله سيبطله» ثم قرأ آية الكرسي والمعوذتين
فبدأ أبو عنكب يرتعش ويتصبب منه العرق فسأله مولانا شنباوي: هل تعترف بإرتكاب هذه الجرائم التسعة!!
فرد بإرتباك : لا.. أنا بريء!!
فقال مولانا شنباوي: ولكن التهم ثابتة عليك وأنا حا أصدر حكمي حالا عليك!!
وهنا أخذ أبو عنكب يدور حول نفسه ويصيح بعبارات غريبة غير مفهومة وكان مولانا شنباوي جاهزاً فأمسك بالمصحف وأخذ يتلو في سورة البقرة بصوت جهوري ووقف عند الآية «وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا» ثم تسارعت وتيرة الأحداث وأصبحت معركة بين الحق والضلال.. ليس بين جرائم نصب واحتيال بين مجرم وأبرياء..!
وأستمر مولانا شنباوي يتلو القرآن وأبو عنكب يصيح بألفاظه الغريبة وفجأة سقط على الأرض وأخذ يصيح ما تسيبوني ما تسيبوني أنا خدمتكم .. أنا بدونكم ضعيف.. ثم صمت وسقط منهاراً وقبل أن يسأله مولانا شنباوي قال مستسلماً.. أيوة يا مولانا صدقت وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا.. أشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. يا مولانا أنا معترف بكل الجرائم المذكورة وارتكبتها عن سبق الإصرار وتعمد!
وهنا نطق مولانا شنباوي بالحكم: حكمت المحكمة على المتهم بعشرين سنة سجن وإذا ثبت انه ثاب فإن المدة تنقص إلى النصف ورفعت الجلسة!!
وفوجيء الناس بحاج خضر الجزار يجري نحو مولانا شنباوي ويحضنه ويقبله ويقول له: والله صدقت انت منفذ للقانون ولكلام الله بحق ويادوب يامولانا عرفت اني كنت استحق السجن وعلى اليمين ثلاثة عجول حاضبحها وأوزعها على شرف نجاح القضاة السوداني على أكبر مشعوذ ودجال على يد مولانا القاضي الحازم شنباوي!!
ولم تتمالك حاجة كلتوم نفسها وزغردت وقالت والله لو ود العمدة كان حي كان شالك فوق راسو وبقى عندك حوار يتعلم من مدرستك: يا الرفعت رأسنا فوق!!
ثم قالت بينها وبين نفسها «ليت لو ماكنت متزوج فوزية الله لا كسبها ولا بارك فيها كان بقيت ليك نسيبة وقريبة وحبيبة إن شاء الله بكرة تسمع خبر وفاتها بهنا وأزوجك بمزاجي من هنا يا زينة القضاة!!
تمت

يوميات ساخرة – الوطن
[email]samird4d@hotmail.com[/email]

Exit mobile version