مزق.. أقلب الصفحة

مزق.. أقلب الصفحة
[JUSTIFY] ظللت لما يقارب الساعة أكتب السطور وأنظر إليها بشيء من عدم الرضا، ثم أمزق الورقة وأرمي بها إلى السلة.. حتى أنني استنفدت مخزوني الورقي المتوفر أمامي… ذهن مشتت وتركيز غائب.. حالة من التوتر و«الطشاش» لم تفلح «فناجين القهوة في استردادي إلى وارد الواقع»..

أحياناً أحس أنني في حالة ما بين اليقظة والأحلام، وأنا اتراءى ما يدور أماسي من خيالات، هل هي حقيقة أم مجرد «تهيؤات»… انتفضت فجأة من موضعي ووضعت «حبيبي القلم وعزيزتي الورقة» جانباً وكشرت عن أنياب السخط على هذا الوقع السييء القاسي… لماذا أكتب؟ وما الجدوى؟ هل يكفي أن أعتصر ذهني يومياً فيما لو سكنت للراحة والحذر كخيار خامل… «أعوذ بالله» كما يقول ويختتم أخونا الرائع «شبونة» مقالاته التي تفتقد بشدة الورقي منها هذه الأيام، وسؤالنا له «هل وصل الفشقة؟»… ما أصعب أن تكتب في جو مشحون بالموضوعات التي كل جزء منها مدعاة للتعمق والتحليل والأخذ والعطاء.. واقعنا مليان بالهموم والقضايا التي أن انصرفنا عنها إلى ما سواها من اهتمام نكون كمن يلعب أما بالمعنى أو يستهتر بالواقع، فنقع في طائلة «فساد الفكرة»، لأننا عندها نكون انصرافيين من الدرجة الأولى…

«صغيرتي» دوماً تسألني «يا أمي أنت بستفيدي شنو من كثرة الكتابة دي… ما بتزهجي» دوماً أرد عليها «أن الكتابة لمن يتذوق طعمها لا يستطيع التوقف عنها، أنها خمرة العقل والوجدان، لذة شرابه منها لا تدانيها لذة..»… ثم تردف «الليلة مالك شكلك كده ما قادرة على جر الحروف» فاتنسم حرية التعبير والانعتاق من القيود «يا بتي بنفشوا فيها.. هسه أكان بنموت بيهو في حشانا كان اتورمنا.. لكن الليلة أمك مغلوبة على أمرها.. ماذا تكتب، وقد غمى عليها الطريق وتداخل عليها الاختيار.. أكتب عن شنو يا بتي والموضوعات أمامي مثل الجبل والاختيار عصي» ولأن صغيرتي على قدر عمرها الندي تسألني أن «أكتب عن المزرعة السعيدة» رغم أنني لم أدخل زمرة اللاعبين لهذه المزرعة إلا أنني وعدتها أن اتعرف عليها – أي اللعبة – عن قرب ثم أسطر لها عموداً لا ينشر إلا أمام ناظريها.. فكثير من الكتابات لا يمكن نشرها إلا على جدار أنظار المقربين جداً… إذن «استغفر الله على تلك الحالة العدمية التي انتابتني».. لابد من العودة لثنائية الورق والقلم.. لأنها المخرج الوحيد لحالات الضيق «يا بنيتي».

٭ آخر الكلام

… إذن لابد من نظرية «الاستوك».. مخزون كافي من الأوراق والأقلام.. في الشنط.. تحت المراتب… تحت المخدات في أرفف المكتب.. فوق التلفاز.. فوق الثلاجة فحالات الالهام ربما تأتي بلا ميعاد في أي مكان وزمان ليندلق المداد تدفاقاً حميماً.
[/JUSTIFY]

[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version