حواء السودان .. عادات دخيلة ومخاوف مجتمعية

[JUSTIFY]تعتبر جرائم النساء من الجرائم التي تثير الدهشة والرغبة في معرفة كيفية تفاصيل وقوعها، وسجلت العديد من البلاغات في كثير من أقسام الشرطة وصدرت الأحكام في مواجهة نساء، وحالة من الدهشة والحيرة عندما نرى تقارير رسمية تتحدَّث عن زيادة الجرائم المنفَّذة من قبَل النساء، وإن ازدياد معدل الجرائم التي ترتكبها يعتبر نقطة سوداء في تاريخ البشرية.. وأشبه ما نقول انتهى عصر التفريق بين المرأة والرجل في الجرائم، وكثيراً ما نجد المرأة تنفذ مخطط الرجل في ارتكاب الجريمة وعملت الأجهزة الأمنية بكل وسائلها وإمكانياتها للحد من تلك الجرائم. قال مصدر مطلع لـ «الإنتباهة» إن هناك ازدياداً في معدل جرائم النساء، وأنه بعد فترة ستتفوَّق على الرجال، وأن المرأة المجرمة تكون على استعداد لارتكاب كل أنواع الجرائم التي كانت عصية عليها، وعزا ذلك للتغييرات الاجتماعية التي حدثت في الحياة عامة، ومن ثم تغيّرت معها المرأة، وأضاف: أن المرأة عموماً وبالرجوع إلى معدلات الإجرام في المجتمعات نجدها أقل تعرضاً لارتكاب الجرائم في حقها باستثناء جريمة الاغتصاب، وعندما تكون الضحية امرأة ففي الغالب الأعم تكون إصابتها أو الأذى الذي لحق بها أكثر مما يصيب الرجال، وزاد قائلاً: بالرغم من هذه الحقائق إلا أنهن من الناحية الواقعية أكثر من الرجال تأثراً بالجريمة. ٭ التقرير الجنائي لجرائم النساء: كشف التقرير الجنائي الصادر من إدارة الشرطة مؤخراً أن الجرائم المرتكبة بواسطة النساء بلغت نسبة «12.5%» من إجمالي الجرائم المدونة خلال العام 2012م، وزادت خلال العام مقارنة مع العام السابق بنسبة «4%»، وشملت الزيادة بلاغات جرائم النفس والجسم والأموال والطمأنينة العامة، مع انخفاض بلاغات جرائم الآداب العامة والقوانين الأخرى. ويلاحظ أن معظم جرائم النساء جاءت تحت بند جرائم الآداب والطمأنينة العامة، وبلغت عام 2012م «78.999» بلاغاً بزيادة «3.036» عن العام السابق، وتصدَّرت ولاية الخرطوم جرائم المرأة بنسبة «48.5%» ثم الجزيرة وكردفان. نلاحظ أيضاً دخول المرأة لعالم الجريمة بنسق عال، ومن خلال التقرير يتضح أن هناك عنفاً بدأ يتسلل ناحية الجنس اللطيف من خلال بلاغات جرائم النفس والمال والطمأنينة العامة. ٭ أسباب جرائم النساء: تناول الباحثون الاجتماعيون أنواعاً مختلفة لأسباب ارتكاب النساء للجريمة، وأشاروا إلى التنشئة الاجتماعية والبيئة المحيطة من حولها هي الأكثر أثرًا على تصرفات المرأة وسيرها في طريق الانحراف، فبعض النساء اللاتي يرتكبن جرائم القتل يكن تحت تأثير المخدرات أو شجار في مال مسروق، والجزء الآخر منهن لا تصل للقتل إلى إذا كانت تدافع عن نفسها أو «تار أرادت أن تشفي به غليلها» وقالوا: إن انطلاق المرأة في حرية مطلقة وتناولها للشيشة والمخدرات والسجائر ساعد في زيادة جرائم المرأة، إضافة إلى وصول المرأة إلى مرحلة متأخرة من مرض الغيرة لدرجة تعمي بصيرتها ويعطل عقلها عن التفكير السبب الذي يدفعها لتنفيذ الجريمة. ٭ طرق حديثة لارتكاب الجريمة: قال مصدر عليم لـ «الإنتباهة»: في الآونة الأخيرة تفاقمت الجرائم التي ترتكبها المرأة، وعزا ذلك إلى عدة أسباب أولها: السبب المادي إلى جانب السعي خلف لقمة العيش إضافة إلى تطوّرات الجريمة نسبة لاختلاف الزمان والمكان، وأضاف: ما ساعد في ذلك العولمة، وزاد: إن جرائم المرأة من أخطر الجرائم ليست لبشاعتها، ولكن لمكانة المرأة في المجتمع وصعوبة تقبل صورة المرأة كمجرمة خاصة أنها «قائد» الأسرة التي يأمل المجتمع في تخريج أجيال على خلق قويم.. ووصف المصدر أن جرائم المرأة بتسونامي العصر، وقال: إنها تعتبر معضلة صعبة عجز الباحثون عن حلّها، وعزا ذلك لتفاقمها وظهور مستجدات جديدة وحصرها في العولمة وانفتاح السودان على العالم بأسره وانتشار الثقافات الغربية والأفلام الإباحية وغيرها من الثقافات الدخيلة على مجتمعنا الطاهر العفيف الذي كان يُضرب به المثل في المحافظة والالتزام. ٭ تحليل علمي لنفسية المرأة المجرمة: وفسَّر العلماء النفسيون أسباب اختلاف جريمة المرأة عن الرجل وقالوا: إن التركيب الجسماني يختلف بين الرجل والمرأة، ولقد تميّز الرجل عليها عبر المدى الطويل بمثل الجانب الأقوى عقلياً وبيولوجياً ومن ثم اختلف نوع الإجرام لدى كل طرف اعتمادًا على الميزة المتوفرة له بينما استفاد الرجل من تلك القوة العقلية في ارتكابه للجرائم فكان بلا منازع هو بطل الجرائم التي تتميز بالعنف والعكس صحيح. فلقد كان نصيب المرأة من الجرائم التي تُرتكب بدون حاجة إلى استخدام القوة العقلية مثل التحريض والقذف والقتل بالسم، ويشير العلماء إلى أنه في الوقت الحاضر لم تعد المرأة كما كان يقال عنها إنها ترتكب الجرائم التي تقع تحت مظلة جرائم العنف.. وأشاروا إلى أن جرائم المرأة تعادل جرائم الرجل ويتم التستر عليها وغض الطرف عنها.. وأضافوا: أن أسباب جنح المرأة لارتكاب الجريمة هو تعرضها للإحباط وفشلها في مواجهة الواقع، إلى جانب تعرضها لضغوط نفسية شديدة يشتد معها الصراع بين متطلبات الواقع والدوافع، فتلجأ لكبت وقهر الرغبات كوسيلة للتصالح مع المجتمع.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version