كمال حامد .. يربطنا حبل ويقطعنا سيف

[JUSTIFY]ترددت في كتابة كلمة وداع للأهل والأصدقاء والمعارف في البلاد بمناسبة سفري للمملكة العربية السعودية، وهذه المرة متعاقداً بصفة نهائية.. كما ترددت في وداع قراء هذه الصحيفة، وسبب التردد انني لن أبتعد عن هذا الوطن العظيم.. ولا عن هذه الصحيفة العظيمة وقرائها المحترمين الذين هم زادنا بتشجيعهم ومتابعتهم لما نكتب. وقررت ألا أنقطع عن المواصلة والاستمرار حسب ظروف العمل الجديد في الخارج.

> ذكرت عدة مرات أنني وبعد عودتي النهائية من اغتراب ربع قرن في السعودية، كان قراري ألا عودة للاغتراب والبقاء في هذا الوطن العظيم.. ويشهد الله أنني خلال الأربع وعشرين سنة الماضية كنت أرفض بل أسخر من أية عروض وأحول بعضها للإخوة والأصدقاء والشباب، ولم أكن أتوقع مجرد توقع أن أوافق على أي عرض، ولكن مع الظروف والعكننة الأخيرة وإغراء العرض والإقامة في أعظم بقعة في العالم، زال التردد ووافقت وأسأل الله القبول والتوفيق واستغلال الإقامة في البلد المقدس.

> أهاجر وفي الفؤاد والقلب حسرة وفي الحلق غصة على ما وصل إليه الحال عند بعض فاقدي المروءة المتعاملين بالغيرة والحسد والحقد وعدم الوفاء.. وأسأل الله لهم الهداية.. حتى يظل في البلد من يحمل الهم ولا نصبح في يوم ونجد الكل قد هاجر أو فكر في الهجرة.
نقطة.. نقطة

> جاء في الأخبار أن عشرين ألف طبيب سوداني تمت إجراءات التعاقد معهم خلال الخمسة والأربعين يوماً الماضية.. واعترف وزير التعليم العالي بهجرة اثني عشر ألف أستاذ جامعي أخيراً للخارج.. ألا يتطلب هذا وقفة مراجعة!؟

> قبل ثلاثين عاماً أعلنت دويلة آسيوية صغيرة اسمها سلطنة برناوي عن حاجتها لمئات الآلاف من العاملين في كل المجالات، وطرحت وسائل لتلقي الطلبات.. واكتشفت إحدى دول الخليج أن أكثر من ثمانين في المائة من العاملين فيها قد تقدموا بطلبات للهجرة إلى بروناي.. وعقدت الندوات والسمنارات وكانت الدراسات لمعرفة السبب الذي جعل كل هؤلاء يفضلون بروناي، وجاءت القرارات الصارمة التي راجعت عقود العمل ثم الإصلاحات الكبيرة.

> في صحيفة مكة المكرمة التي سأعمل بها، وجدت أن عدد الصحفيين والفنيين والمصورين السودانيين بها يتفوق على أي عدد من العاملين في أي من صحفنا المحلية.. وبعدين ؟!

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version