فالسيد الصادق قيادي حزبي معارض وله صلة سياسية بالثورية -بطريقة أو بأخرى- والسيد الصادق ايضاً من المستحيل أن يكون (رسولاً سياسياً) للحكومة السودانية حتى يمكن القول أن ما سيناقشه مع قادة الثورية فى أي محادثات محتملة يخص الحكومة السودانية، فيا ترى ما الذي أثار هواجس الثورية وجعلها لا تثق لا فى نفسها ولا في الآخرين القريبين إليها؟
الواقع أن الأمر لا يخرج عن عدد من الفرضيات: فمن جانب أول فإن الثورية التى وجدت نفسها مؤخراً بلا أظافر عسكرية ولا مخالب سياسية وباتت تتخوف من أي خطوة سياسية تقدم عليها تجعلها تظهر بمظهر ضعف وهذا واضح من هذا الإصرار العجيب.
الأمر الثاني أن الثورية -من الأساس- لا تطمئن الى الأحزاب (الأمة والشعبي والاتحادي)، وهي الأحزاب ذات المنحى اليميني أو التقليدي؛ وتشير متابعات (سفاري) إن الثورية تضمر فى دخيلة أوراقها السياسية السرية شراً محضاً حيال الأحزاب الكبيرة ذات القاعدة السياسية الإسلامية، فهي ترى أن طرح العلمانية وغيرها من الأطروحات غير المقبولة شعبياً فى السودان لن يرضي هذه الأحزاب ومن ثم فسوف تصبح هذه الأحزاب عائقاً لها مستقبلاً.
ولعل أبلغ دليل على هذه الفرضية اعتداء الثورية على أم روابة وأبو كرشولا مؤخراً استهدف فيمن استهدف قادة أحزاب الأمة وكل القادة الحزبيين للأحزاب الإسلامية.
الأمر الثالث أن الثورية وهي تشهد تنامي انصلاح العلاقات السودانية الجنوبية بالزيارات الرئاسية المتبادلة بدأت تشعر أن شمس مجدها تؤذن بالغيب ففي مثل هذه الأحوال فإن حساسيتها بالتأكيد سوف تزاد حيال أي لقاء سياسي وهذا ناجم عن شعور خاطئ لقادة الثورية بأن العامل الجنوبي سيظل حاضراً وقوياً الى الأبد بحيث لا حاجة لنا إلي عنصر آخر.
وأخيراً فإن الثورية -بموقفها الغريب هذا ومن حيث لا تدري- فقدت تلقائياً الغطاء السياسي الداخلي في السودان ممثلاً فى الأحزاب الرئيسة الكبرى بعيداً عن أحزاب اليسار الصغيرة غير الفاعلة، وهو أمر بدوره ناجم عن سوء فى التقدير وخطأ فى الحسابات لا يُغتفر !
سودان سفاري
[/JUSTIFY] ع.ش