[JUSTIFY]في خبر ورد على صدر صحيفة الزميلة «الدار» نقله مراسلها النشط محمد عثمان حبة أن هناك مجاميع من الشباب السودانيين قد تلاحظ وجودهم في الطرقات بمدينة القاهرة، وهم إما من المدمنين أو المجانين، وكلاهما في «الطراوة». وقال إن هناك بعض جثث مجهولي الهوية، آخرها جثة وجدت على كنبه بالقرب من مطعم آخر ساعة الشهير بشارع 62 يوليو. وللحقيقة أن الخبر الذي أورده الزميل حبة خبر محزن ومزعج ويدعو للقلق من أن توجد مثل هذه الظاهرة في واحدة من عواصم الدول العربية، وهؤلاء الشباب مؤكد وصلوا لهذه الحالة نتاج ضغط نفسي واجتماعي، بعد أن تبين لهم أنهم قبضوا الريح وشربوا السراب في كباية!! وحقيقة أن مسألة الهجرة غير المنظمة هي قضية تعاني منها دول كثيرة غيرنا، ونشرات الأخبار يومياً تحمل عشرات الأسماء من أولئك الذين غرقوا قبالة السواحل الإيطالية أو المالطية أو أياً من الدول المطلّة على البحر الأبيض المتوسط، وهؤلاء يذهبون إلى هناك بحثاً عن مخرج بعد أن ضاقت بهم أوطانهم وحملهم الفقر أو الكبت أو العطالة للبحث عن منفذ ومنقذ.. لكن دعوني أقول إن كثيراً من الشباب السودانيين وهؤلاء أمرهم الذي يهمني بالدرجة الأولى تداعبهم الأحلام في أرض الأحلام، لذلك يتجهون إلى بلاد بعيدة بحثاً عن الرزق الحلال ليتفاجأوا بأن الواقع مرّ والحقيقة أكثر مرارة، وقد حدثني أحد الشباب العائدين من سويسرا قبل مدة إنه قد حضر فعاليةً لبعض الشباب المتواجدين هناك، وكان من بينهم بعض من أولئك الذين مزقوا جوازاتهم ، وطالبوا بحق اللجوء السياسي بدعاوى كثيرة أولها أما بالادعاء أنهم من المناطق المهمشة، أو أنهم من المحظور حريتهم، وربما أنهم في ذلك على حق ، لكنهم للأسف لم يجدوا النعيم الذي كانوا يبحثون عنه، إذ قال لي محدثي إن أحد الشباب قد انبرى يغني في هذه الفعالية أغنية الفنان الشاب طه سليمان عوض دكام، حيث قام باستبدال بعض كلماتها وقال «سويسرا غشتنا يا عوض دكام.. قايلين كل حاجة تمام يا عوض دكام»، ثم دخل هو ومن معه في نوبة بكاء حار.
أحسب أنهم قد قلبوا المواجع على بعضهم البعض.
أعتقد أن خبر الزميلة الدار والرواية التي حكاها لي هذا الشاب تؤكد أن مظاليم الخارج أكثر ظلماً من مظاليم الداخل، وقد انطبقت عليهم جروح الحرمان وجروح الغربة وجروح تحطم الآمال، فمنعتهم كرامتهم من العودة مكسوري الجناح والخاطر بلا مال ولا نتيجة، فوقعوا في براثين الإدمان للمخدرات الذي يوصلهم إلى مرحلة الجنون أو الموت جوعاً على الطرقات.. فيا ولاة أمرنا أنتم مسؤولون عن أولئك وعن هؤلاء، ولابد من حل هنا أو هناك كيف؟ لا أدري.. مش أنتو الحكومة؟!!
كلمة عزيزة
نفسي أجد أحداً يجيب لي على تساؤل يسبب لي كثيراً من القلق والحيرة، والسؤال هو: لماذا تعجّلت الحكومة في إنفاذ قرار رفع الدعم بعد اجازته من مجلس الوزراء بساعة واحدة فقط؟ ولماذا «تلكأت» وتأخّرت في إنفاذ قرار زيادة الأجور وتنتظر به جلسة البرلمان؟ بصراحة هذا الموقف يشبه المثل القائل «في حزنكم مدعيه وفي فرحكم منسيه»!!
كلمة أعز
الأستاذ الصحفي الكبير حسين خوجلي ظلّت كتاباته الصحفية والأدبية تمثل مرجعاً بالنسبة لي، وأشعر حيالها بصغر الحجم والتقزم.. الآن حسين يقدم برنامج «تووك شو» بطريقة جديدة ورائعة «ليعقدنا» أبو ملاذ ونحن نتلمس خطاوينا في هذا الطريق، يعني يا أستاذ والله «إلاّ نطير»!![/JUSTIFY]
صحيفة آخر لحظة