الصحافة السودانية .. نقرات على باب التقاعد الإجباري

[JUSTIFY]في ظل الضائقة الاقتصادية الحالية تعاني كل قطاعات المجتمع السوداني ضعفاً اقتصادياً عاماً زاد من اثاره قرارات رفع الدعم الأخيرة، مما انعكس سلباً على الصحافة السودانية متمثلا في ضعف الانتشار والتوزيع والعائد الاعلاني وعدم قدرتها على الايفاء بالتزاماتها تجاه المطابع.. فمعظمها لا تمتلك مطابع.. وحتى التي لديها مطابع خاصة تعاني ايضاً من ارتفاع تكلفة التشغيل بسبب مدخلات الطباعة العالية وقطع الغيار.. كما ان المؤسسات التي استوردت مطابع تحتاج الى حجم طباعة عال للصحف حتى تحقق العائدات المناسبة لمقابلة التطور. ومعظم الصحف ليس لديها استثمارات أخرى وتعاني من ضعف رأسمالي ولم تقتحمها مؤسسات التمويل الكبرى، لتكون المحصلة الختامية توقف بعض الصحف، وتفاقم معاناة بعضها الآخر، ووقوف الكثير منها على أعتاب التوقف ما لم تحدث اختراقات حقيقية في الأزمة الحالية…

* نظرات عابرة علي عناوين الصحف

«بعد الزيادة الأخيرة بقينا نعاين للجرايد معروضة في المكتبة ونمشي». بهذه العبارة ابتدر الأستاذ مجدي الغالي (موظف) حديثه عن زيادة الاسعار واثرها علي الصحافة مضيفاً: «في وقت سابق كنا نشتري (3) و(4) جرائد يومياً، لكننا الآن لا نستطيع توفير ثمن جريدة واحدة لأن (الأجور) لا تفي بمتطلبات الصرف اليومي إذ لا يكفي الراتب الشهري منصرفات عشرة أيام» !

* ارتفاع أسعار الورق

ويشير أحد مستوردي الورق إلى أنه برغم اعفاء استيراد الورق من رسوم الجمارك إلا أن سعر الورق مرتفع : «سعر الطن الواحد (3.350) جنيهاً. لذلك كثيراً ما تفشل الصحف في سداد المبلغ وتتراكم عليها المديونيات خاصة وان العديد منها ايراداتها محدودة من الاعلان والتوزيع.. ومن المشكلات ان المطابع غير متطورة ولا تواكب الطفرة الحديثة مما يفاقم مشكلات الصحافة «.

توجس من أصحاب المكتبات

ويؤكد العم حسين موظف بالمعاش وصاحب مكتبة بضاحية الصحافة جنوب الخرطوم أن ارتفاع الأسعار أثر كثيراً في نسبة توزيع الصحف والمبيعات وبات (سوق الجرايد) ضعيفاً : «اعتمادنا الأكبر الآن على الأدوات المدرسية و(الرصيد)، وأخاف أن يأتي يوم تغيب فيه (الصحف) عن المكتبات نهائياً».

اللقمة أولى !

«برغم اهمية الصحف في التثقيف المجتمعي والتعليم والمراقبة، إلا أن الوضع الاقتصادي الحالي يضعف دورها بكل تأكيد لأن الالتزامات الأخرى تحتل أولوية خصوصاً فيما يتعلق بالحياة اليومية من(أكل وشرب». هكذا تحدثت الاستاذة علوية أحمد معلمة بالمرحلة الابتدائية مضيفة: «يجب على الدولة دعم الصحف لأن دورها المجتمعي كبير فهي مثل البيت والمدرسة والجامعة».

تقرير: نعمان غزالي: صحيفة أخبار اليوم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version