الصادق المهدي.. في أجرأ محاكمة صحفية للحكومة والمعارضة

[JUSTIFY]الصادق : أي عمل يتم نتيجة صدام مسلح سيوقع بـلادنا في المستنقع الذي وقعت فيه حركات الربيع العربي !!! . المذكرة التى وجدوها فى جيبى لحظة اعتقالى عام 89 كتبت فيها ..
الجلوس لمحاورة الإمام والمفكر الصادق الصديق عبدالرحمن المهدي يحتاج إلى رؤية واحاطة بحزمة التحديات التي يتطلب الحوار التطرق اليها وعدم اغفالها في سياق ترتيب جدول الاحداث بعيدا عن تكرار شاكلة الاسئلة التي تقوم الصحف العديدة بطرحها على الإمام الصادق الذي هو رجل حصيف ودقيق ومرتب ومتابع لانه قارئ جيد لا تفوته شاردة ولا واردة عبر الصحافة الورقية وصحافة النت وتقارير الفضائيات إذن انه يرصد حتى انعكاس اوضاعنا الداخلية لدى تلك الوسائط الاعلامية والصحفية .
وفي كل مرة نذهب لنحاور الإمام الصادق نحرص جيداً في اخبار اليوم بالا يكون الحوار نمطياً أو هو مجرد حوار لنملأ به مساحة في جدران أو صفحات الصحيفة .. فنحن حريصون ايضا على وقت القارئ وعلى ما يقتطعه من جيبه ليشتري به نسخة من الصحيفة ايا كانت تلك الصحيفة فهي وسيط إعلامي محترم جداً كما نحرص على زمن الإمام وزمننا لنخرج بالمفيد .. فماذا دار في هذا الحوار على نحو ما سيطالع القارئ الكريم ادناه ؟:
سـؤال البروفيسور الساعوري :
اخبار اليوم: مرحباً بك السيد الإمام الصادق المهدي بعباءتيك الفكرية والسياسية في اخبار اليوم عبر حوار متجدد في المضامين والمعاني ونحن نشرك معنا نخبة منتقاة من المفكرين والسياسيين والقانونيين في هذا الحوار الذي سندفع لك عبره باسئلتهم لنثري بها هذا الحوار حتى نخرج به من النمطية الصحفية ونبدأ لك بالسؤال الاول المقدم من البروفسيور حسن الساعوري استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية:-
بروف ساعوري:- وسؤاله هو: اما آن الآوان للقوى السياسية في السودان التوافق على الخروج من هذه المآزق السياسية المركبة ، أرجو ان اسمع إفادة الإمام الصادق على السؤال؟
الإمام الصادق : بسم الله الرحمن الرحيم
ومرحباً باخبار اليوم وقرائها الكرام ، في الحقيقة يجب القول بان التاريخ المفصلي الذي كان ينبغي عنده ان تتفق القوى السياسية السودانية على رؤية موحدة هو كان لدى انفصال الجنوب ، لان الانفصال كان يمثل واقعا عمليا لفشل المشروع الحضاري، لان المشروع الحضاري اصلا عندما انطلق كان يقصد انقاذ السودان في رأيهم من زحف الحركة الشعبية، وفي تقديرهم ان مشروع الانقاذ موجه لحماية السودان في نظرهم من احتمال هزيمة الوطن امام زحف الحركة الشعبية.
ويردف الصادق المهدي قائلاً:
اتفاقية السلام في نظرنا نحن كانت اول خطوة نحو الهزيمة ونحن يومها كتبنا دراسة اسميناها (اتفاقية السلام والدستور في الميزان) وقلنا يومئذ بان الاتفاقية التي وقعت في يناير 2005م ، صدر منا هذا الكتيب في مايو 2005م وكان محتوى هذا الكتيب يقول بان هذه الاتفاقية ادعت بانها ستحقق الوحدة الجاذبة والسلام والتحول الديمقراطي وكان تعليقنا ان هيكل هذه الاتفاقية التي هي في الواقع مستوحاة من رؤى اجنبية سيحقق عكس هذه المقاصد ولذلك لن يحقق السلام وهنا لماذا لم يحقق السلام ؟ الاجابة في رأينا لانه ترك مسائل معلقة، بروتوكول جنوب كردفان وبروتوكول النيل الازرق وقضايا اخرى حمالة اوجه ، وكانت قناعتنا انه لن يحقق سلاما كذلك لانه قد ادعي سلاما شاملا عادلاً في وقت كانت فيه الحرب في دارفور مشتعلة وبالتالي لا يمكن ان يدعي بان هذا الاتفاق هو اتفاق سلام عادل وشامل !! .
ثانياً: قلنا بانه لن يحقق الوحدة لان بروتوكول قسمة الثروة اعطى الجنوب نصف البترول مما جعل هناك حافزاً وهو بدلا من ان ينسب بترول الجنوب لثروة قومية نسب لثروة جنوبية وهذا يعطي حافزاً للانفصال، وقلنا كذلك بان الاتفاق ثنائي بين طرفي نقيض في الطيف الفكري السوداني، وابعد العناصر التي كان يمكنها ان تلعب دورا وسيطا ولذلك لن يحقق الوحدة بل يجعل في تقديرنا الانفصال جاذباً !! .
ثالثاً : لم يتحقق التحول الديمقراطي لان النظام وضع اتفاقية هي بدورها وضعت وثيقة مهمة جدا لحقوق الانسان والحقوق السياسية ولكنها ربطت ذلك باستمرار قوانين الشمولية إلى ان تستبدل بغيرها وصار المؤتمر الوطني بموجب تلك الاتفاقية صاحب الاغلبية الميكانيكية مما جعله يحافظ على هذه القوانين كما هي ولذلك لن يتحقق التحول الديمقراطي، وهذا كان هو تقديرنا والذي ثبتت صحته برمته ، اي اصبح تقديرنا كله صحيحاً !!
وبعـد ذلك :
ونتيجة لهذا وفي تقديرنا انه عندما ابرمت هذه الاتفاقية كانت هناك حاجة ضرورية لملتقى السودانيين جميعاً لقراءة مشتركة إلا ان هذه الفرصة قد فاتت ، ولكنها كانت فرصة مهمة لانها كانت مرحلة مفصلية في تاريخ البلاد والمؤتمر الوطني بدوره تحمل مسئولية تاريخية كبيرة بينما كان يجب عليه ان ينقل هذه المسئولية لاطار قومي ولكنه انفرد بها وتحمل المسئولية !! .
والامر الثاني: انه عندما تحققت هذه التوقعات واتضح للنظام انه فشل في اهداف الاتفاقية لدى انفصال الجنوب عام 2011م كانت هذه محطة ثانية مهمة محتاجة لهذا الملتقى القومي .
وفي كل هذه المحطات نادينا بهذا الموقف ، بل عندما وقع الانقلاب نفسه انا كنت قد كتبت مذكرة وجدوها في جيبي عندما تم اعتقالي وقلت فيها بان مشاكل السودان من حرب اهلية والتنمية الاقتصادية والمعادلة الفكرية وموضوع العلاقات الخارجية جميعها قضايا ليست من صنع الاحزاب مما يتطلب ان يتم التعامل معها وفق رؤية مشتركة وأنا ادعوكم لذلك ….. وهذا لا يعني بالا تحاكموا اي شخص وقع تحت طائلة القانون ولكن ادعوكم لملتقى لكي نتفق على خريطة طريق للمستقبل ، ولكنهم سفهوا هذا الكلام …. إذاً وجدوا في جيبي مذكرة بهذا المعنى سفهوا الامر وقلنا ما قلنا في اتفاقية عام 2005م وايضا سفهوا هذا الكلام … ، وقلنا ما قلنا ايضا في المستقبل عندما انفصل الجنوب وبالفعل كونا لجنة برئاسة د. على حسن تاج الدين لكي تنتشر فكرة ملتقى جامع وتدعو كل الاطراف …. وهذه اللجنة وجدت استجابة محدودة ولكن غير كاملة !! .
بعد إندلاع الحربين !!
ويستكمل الإمام الصادق المهدي في رده على سؤال البروف حسن الساعوري: بعد اندلاع الحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق وكنا قد قلنا ان التعامل مع بروتوكول جنوب كردفان والنيل الازرق هو نوع من التعامل الذي سوف يحدث حربا وقلنا بان من الضروري جداً ان يتم التحرك لتلافي حدوث ذلك وكان هذا قبل ان تندلع الحرب وكان تقديرنا ان هذين البروتوكوليين قد اكمل تنفيذها على طول الست سنوات وان واقعا جديدا قد فرض بحيث ان مالك عقار قد اصبحت لديه قاعدة اجتماعية قوية جدا في جنوب النيل الازرق وكذلك اصبحت لعبدالعزيز الحلو قاعدة سياسية في جنوب كردفان وان لديهما قوة مسلحة ضاربة (الفرقة المسلحة التاسعة والفرقة المسلحة العاشرة) وان هذا يعني بعد انفصال الجنوب مهدداً جديداً وما لم يجر اتفاق سياسي يتعامل مع هذه الحقائق فسوف تندلع الحرب …. ولذلك وتجنبا لكل هذا قمنا بتكوين لجنة ثانية لكي تعمل على مخاطبة كل الاطراف . وقامت هذه اللجنة بوضع تصور اسميناه (مشروع نظام جديد) وينطلق هذا المشروع من خلفية ان كل هذه المحطات قد اثبتت فشل المشروع الحضاري وضرورة ايجاد مخرج قومي وتكونت هذه اللجنة وبدأت اتصالاتها بكل الاطراف …

فكرة المشروع الجـديد

ويبين الإمام الصادق: فكرة الرؤية الجديدة ببساطة شديدة جدا ان هذا النظام وعبر هذه المحطات كلها قد اخفق تماما وصار استمراره خطرا على السودان ، ولذلك صارت هناك ضرورة لمخرج اقترحناه وبدأنا تسويق هذه الفكرة لكل الاطراف المعنية باعتبار ان الحل في النهاية يجب ان يكون هذا ، فاذن هذا السؤال الرد عليه من البداية وعبر هذه المحطات اننا مؤمنون بضرورة ان يلتقى السودانيون على كلمة سواء تحقق سلاما شاملا عادلا وتحولا ديمقراطيا وخارطة طريق لا تستثني احداً ولا يسيطر عليها احد باعتبار ان اي عمل يتم نتيجة صدام سيوقع بلادنا في نفس ذلك المستنقع الذي وقعت فيه حركات الربيع العربي .

ولذلك نحن محتاجون لمخرج آمن فاقترحت صيغة الكوديسا في جنوب افريقيا باعتبارها افضل صيغة ولكن قلنا بان النظام بما فيه من نزعة للانفراد والعناد لن يقتنع الا نتيجة ضغط وان هذا الضغط يجب ان يُمارس بالاعتصامات والمواكب والاضرابات وعبر التجاوب الدولي باعتبار ان هذه العوامل هي التي كانت دائماً خطوات اتفاق النظام ، فقد كان دائما عندما يبرم اي اتفاق يقوم بذلك نتيجة لضغط خارجي والدليل على ذلك اتفاقية السلام الشامل ، واتفاقية اسمرا وهكذا .. وقلنا باننا لا نتوقع منها تدخلا بل مباركة لاجماع السودانيين ، واذا تشكل ضغط من تحركات سلمية حركية وتجاوب قاعدي يمكن ان يُهيئ لهذا المخرج .. والآن نحن نعتقد بان الموقف صار اوجب لان الحرب في دارفور وفي جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ، قد التحمت في الجبهة الثورية فصار هناك عامل ضغط مسلح جديد موحد ، وفي هذه الفترة نحن نعتقد بان عناصر كثيرة جدا كانت غير نشطة، فنشطت الآن منهم اساتذة واطباء ومهندسين وحركات شبابية كثيرة جدا وهناك حركة اسمت نفسها كونفدرالية منظمات المجتمع المدني والتغيير الآن وشباب من اجل التغيير ونفير وابينا وقرفنا ولا تعد النساء ….. هذه حركات واسعة جدا في الاطار المدني … بجانب عناصر عديدة كانت لديها علاقة بصورة أو باخرى مع الدولة أو المؤتمر الوطني سمت نفسها جبهة التحالف الإسلامي الوطني ورفعوا شعار التغيير ايضا .. كذلك سائحون والإصلاحيون في داخل المؤتمر الوطني بقيادة د. غازي صلاح الدين ، هذه كلها عوامل استجدت ولكن هذه العوامل بصورة أو باخرى تنادي بافكار شبيهة بافكارنا .. وهنا نعتقد اننا استطعنا ان نحقق بهذه القوة الناعمة فتوحات امام اوساط كانت اما مؤيدة للمؤتمر الوطني أو محايدة ولذلك نقول آن الاوان لما كنا ندعو له في الظروف السابقة ، فالظروف الحالية صارت ادعى واوجب ، وكذلك اجتمع الاتحاد الاوربي في براسس خلال يوليو الماضي 2013م وصدرت مذكرة من مجلس السلام الامريكي بتوقيع ليمان وهؤلاء جميعاً اصبحوا يتحدثون بلغة مماثلة ان الحل في السودان يجب ان يكون شاملاً وليس ثنائياً وان يخاطب قضية السلطة وقضية السلام ، لذلك نعتقد

صحيفة أخبار اليوم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version