[JUSTIFY]
ما كان أحد يتوقع بعد مفاصلة الإسلاميين الشهيرة التي حولتهم إلى حزبين على النقيض أحدهما المؤتمر الشعبي المعارض والآخر المؤتمر الوطني الحاكم ما كان أحد يتخيل أن هذه المفاصلة ستعقبها ثانية هي في ظني الأكثر مفاجأة من الأولى وأقصد إنسلاخ الإصلاحيين بقيادة الدكتور غازي عن حزبهم القديم وإن كانت أسباب المفاصلة الثانية مختلفة عن الأولى إلا أنها تبقى شرخاً عميقاً أصاب الإسلاميين في مقتل وهو الإحساس والحقيقة التي جعلت الكثيرين الآن وعلى حد ما نقلت الصحف حوالي الخمسين جهة تجتهد في مفاوضات من أجل أن يلتئم الشمل من جديد وأحسب أنه أمر صعب أن يتحقق في ظل معطيات الواقع والإصلاحيون قالوا إنه لا خلاف لهم مع المؤتمر الوطني يستوجب الوسطاء إذ أن المطلوب فقط منه أي المؤتمر الوطني أن يقبل بما قدموه من مقترحات وكفى الله المؤمنين شر القتال، وحقيقة الأمر أن من يقودون هذه المبادرة ليتهم حاولوا ومن داخل مؤسسات الحزب حتى لا يعتبروا من الخارجين على المؤسسية ليتهم دافعوا عن هؤلاء المنشقين باعتبار أن الفعل الذي قاموا به أملاه عليهم ضميرهم وواجبهم تجاه الحزب والوطن لأن هذه البوابة السلمية الحضارية إن انقفلت بهكذا رفض وتعنت وإقصاء للرأي لن تولد إلا حركات مسلحة تلفت إليها الأنظار بزخات الرصاص ورائحة البارود ولعلي هنا أستغرب تماماً لموقف الحكومة التي ما تركت درباً للوصول إلى حركات مسلحة منحتها أكثر مما تستحق من مناصب دستورية ووزارية وأغدقت عليها المال والعطايا وهي ليست ذات ثقل ولا وزن فكري وجماهيري فقط هذه (التجانيس) من أجل أن تضع السلام وتسلم وتسالم وهذا معناه أن المؤتمر الوطني يدفع من يخالفونه الرأي لحمل السلاح حتى تكون كلمتهم مسموعة ومطالبهم مجابة طالما أن حديث المذكرات لا يجدي وفتح المنابر لا ينفع!!
٭٭ في العموم أظن أن الرهان الحقيقي الآن في هذه المرحلة الخطيرة والمهمة من تاريخنا معقود على شخصية السيد الرئيس وحده خاصة وأنه من قبل أعلن عن قيادته لزمام المبادرات لسلمية بنفسه ولا أحسب أن أي مفاوض يقدمه الحزب الآن قادر على أن يصلح ما أفسده الدهر وهنا نحتاج لزعيم وطني يخلع عن نفسه رداء الحزبية والانجاز لفصيل دون الآخر كما فعل ماو في الصين وتشافيز في فنزويلا وقبلهم غاندي في الهند!!
٭٭ كلمة عزيزة
٭٭ طبعاً كل الارهاصات تشير إلى أن التغيير الوزاري في طريقه للصدور وأخشى ما أخشى أن (يندلق) بعضهم هذه الأيام ولاءً ومحبة وظهوراً أمام السيد الرئيس! فيا سيدي الرئيس لا يستحق الاستمرار الا من أنجز واوفى بما وعد أما الهتيفة وحارقي البخور فقد سئمهم الناس وملوا من تكرار وجوههم.
٭٭ كلمة أعز
٭٭ دائماً نبحث عن التغيير في رأس الهرم لكن التغيير الحقيقي ينبغي أن يطال قواعد الأجهزة التنفيذية بدءً من المحليات وموظفيها الذين يملأون المكاتب ويصرفون المرتبات والحوافز في أعمال مكتبية رتيبة وجيوش من المحاسبين وجيوش من المراجعين وجيوش من الضباط الإداريين ماذا يفعل هؤلاء؟؟
صحيفة آخر لحظة
[/JUSTIFY]
ع.ش