حينما تعبث القاهرة بشفرة العلاقة مع الخرطوم !

[JUSTIFY]شيئاً فشيئاً بدأ يتضح لمراقبين أن العاصمة المصرية القاهرة باتت محضناً سياسياً دافئاً لقوى المعارضة السودانية؛ إذ تشير الأنباء أن حركة تمرد المصرية -للأسف الشديد- تعمل على تغذية (فرع لها) فى السودان وتعمل على إقامة (جسر سياسي) يربطها بالمعارضة الاسفيرية المعروفة.

وأما آخر الأنباء المؤسفة فى ذات الصدد أن دُور النشر المصرية تنشط هذه الأيام من جانبها فى إصدار كتب لمعارضين سودانيين بدعم مالي معتبر (يأتي من الخارج)! ويتصاعد شيئاً فشيئاً وجود منظومة شباب سوداني معارض بدأ يتجه الى القاهرة لإدارة عمل إعلامي (موجه) ضد الخرطوم!

ربما اعتقدت السلطة الحاكمة فى مصر أنها تعودت على استضافة المعارضة السودانية وأن الأمر ليس فيه جديد، أو ربما اعتقدت أيضاً أنها تعيش عنفواناً ثورياً عقب إطاحتها بالرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي يتيح لها العبث بكل شفرة، والتلاعب بأي خطوط حمراء ولكن بالمقابل فإن السلطات المصرية الحاكمة نسيت لتوها كيف أن السودان وقف موقفاً سياسياً موضوعياً حين جرى ما جرى هناك وهو يؤكد عملياً أنه لا يتدخل فى الشأن الداخلي لأي دولة مهما كانت الظروف.

وقد كان بوسع السودان -شعباً وحكومة- وليس حكومة فقط أن يقف موقفاً مغايراً سواء بداعي ديمقراطي أثير لديه كون الرئيس المعزول رئيس جاء بإرادة شعبية معترف بها أو حتى بحكم العاطفة ووشائج العلاقة الأزلية بين الدولتين.

كان بوسع السودان أن يغلق أبوابه فى وجه الدبلوماسية المصرية حين لم تجد موطئاً تضع فيه أولى خطواتها لتسويق الانقلاب سوى النزول فى الخرطوم فالسودان -بلطف وسماحة- كان بوسعه أن يعتذر عن استقبال وزير الخارجية المصري د. نبيل فهمي لأسباب ليس مطلوباً منه أن يفيض فيها أو يوجزها ويفسرها، فالقرار فى هذه الحالة قرار سيادي يتصل بالسيادة الوطنية الخالصة للدولة السودانية.

بل إن السودان أسوة بلاد عربية كثيرة كان من السهل عليه أن يتعامل بفتور واضح مع تطورات الأحداث فى مصر ومن حقه سياسياً أن يطالب بعودة الشرعية كما فعلت وما تزال تفعل بلدان عربية عديدة آلمت وأوجعت السلطات المصرية وأقلقتها وغضت مضجعها وما تزال.

ولكن لم يفعل السودان شيئاً من ذلك وترك الأمور برمتها للإرادة الشعبية المصرية باعتبارها صاحبة القرار، ومع ذلك فإن القاهرة ما تفتأ تمد لسانها الى الخرطوم وتدير فى وضح النهار وتحت ستار الليل تحركات سياسية ضد الخرطوم من الصعب إيجاد مبرر حتى ولو كان مخجلاً لها.

إن وجود لاجئين سياسيين سودانيين في القاهرة لا أحد يعترض عليه ولكن الحد الفاصل ما بين اللاجئ السياسي الذي أوى الى القاهرة، والناشط السياسي الذي ذهب الى هناك ليدير شبكات من العمل السياسي الخفي ضد بلاده!
لتنظر القاهرة الآن بإمعان وهي ترى سياسياً مصرياً واحداً فى الخرطوم، يصدر كتاباً أو صحيفة أو يسود صفحات العالم الافتراضي بأرذل العبارات؟ هل في الخرطوم معارض مصري واحد (يشتم) كما يقول الإخوة المصريين حكومة الفريق السيسي؟

سودان سفاري
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version