فالحكومة السودانية ورغم كل ما تبديه الإدارة الأمريكية من ممانعة وشروط لتجاوز العقبات والوصول الى صيغة تفاوضية وحوار يفضي إلى تجاوز مرحلة العصا التى ترفعها الإدارة الأمريكية فى وجه الحكومة السودانية رغم تنفيذ الأخيرة للعديد من المطلوبات والشروط التى من أجل أن تتمكن من الحصول على الجزرة التى تقودها الى الجحر الأمريكي إلا أن الإدارة الأمريكية سرعان ما تشد الحبل من آخرة حتى ترتفع الجزرة عن متناول الحكومة لتبدأ جولة جديدة من المحاولات ، رغم علم دبلوماسيتنا المسبق بفشلها وإداركها بأن ادارة أوبا تسعى بتلك الخطوات والإجراءات التى تطلبها الى المزيد من التنازلات والمزيد من إراقة ماء الوجه فى ظل التحدي والندية التى ما فتئت تقابلها بها الحكومة ، وأنها مهما تنازلت فلن يتغير الموقف الأمريكي ولن تتحرك الإجراءات والعقوبات إلا الى ما يضيق الخناق علىها .
فمسألة رفع العقوبات الأمريكية عن السودان تظل ضرباً من الخيال وأحد الرهانات الخاسرة التى تبذل فيها جهود كبيرة غير أن نهايتها معروفة ، مما يتطلب من وزارة الخارجية وكل الجهات المتفائلة بتحسين تلك العلاقة فى ظل الأوضاع الراهنة ما لم تتخذ الحكومة من الإجراءات والقرارات ما يقنع الإدارة الأمريكية بتقدم السودان فى كل الملفات المطلوبة لديها فعليهم الكف عن التفاؤل وتوجيه جهودهم الى ما يمكن أن يخفف من وقع تلك العقوبات وإمتصاص آثارها على المواطن .
صحيفة الجريدة
[/JUSTIFY]