ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .
ﻓﻼ ﺃﻋﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﺎ ﻳﺤﺮِّﻡ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ـ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻥ ـ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﺪَّ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺣﻖ ﻭﺍﺟﺐ ﻟﻠﻪ ـ ﻛﺼﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ ـ ﺃﻭ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ـ ﻛﺴﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ـ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺤﺮَّﻣﺎً ﻣﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻻ ﺗﺰﻭﻝ ﻗﺪﻣﺎ ﻋﺒﺪٍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻳُﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻓﻨﺎﻩ ﻭﻋﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻴﻢَ ﻓﻌﻞ ﻭﻋﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﻛﺘﺴﺒﻪ ﻭﻓﻴﻢَ ﺃﻧﻔﻘﻪ ﻭﻋﻦ ﺟﺴﻤﻪ ﻓﻴﻢَ ﺃﺑﻼﻩ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺑﺮﺯﺓ ﺍﻷﺳﻠﻤﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻏﺘﻨﺎﻡ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ ( ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺭﺏ ﻟﻮﻻ ﺃﺧﺮﺗﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻗﺮﻳﺐ ﻓﺄﺻﺪﻕ ﻭﺃﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ) ﻭﺑﻴَّﻦ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ـ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻬﻢ ـ ﻳﺘﻤﻨﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺘﺰﻭﺩﻭﺍ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺭﺑﻬﻢ ( ﻭﻫﻢ ﻳﺼﻄﺮﺧﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ) ﻓﻠﻴﺤﺬﺭ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺉ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ، ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺴﻦ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ. ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ