جوبا والخرطوم .. لا عوائق فى الطريق !

[JUSTIFY]ما من شك أن الإجراءات السياسية الصارمة التى اتخذها الرئيس الجنوبي سلفا كير حيال بعض تفلتات قادته ومساعديه فى الجهاز التنفيذي (أموم، مشار، ألور، كوستا مانيبي، تعبان دينق) سرعان ما آتت ثمارها على مستوى علاقات السودان ودولة جنوب السودان.

حتى الآن -وفى أعقاب تلك الإجراءات- جرى لقاءين بين الرئيسين البشير وسلفا، وفى كل لقاء سواء فى الخرطوم أو في جوبا كانت عجلة العلاقات تندفع بقوة للأمام؛ ويكفي خير شاهد على سلاسة مضي العلاقات بين الدولتين فى طريقها أننا الآن ومنذ ما يجاوز الثلاثة أشهر لم نعد نشهد أو نلمس تعطلاً هنا أو عرقلة هناك، فكل خطوط القضايا المشتركة تمضي بالتوازي الى غاياتها فقد انساب النفط، واللجان الأمنية والسياسية قطعت شوطاً فى تحديد الحدود الصفرية والمناطق المنزوعة السلاح وبقية الترتيبات الأمنية.

كما أن التوجيهات المشتركة من الرئيسين قضت بفتح المعابر بين الدولتين لكي تنساب حركة البضائع والسلع والأشخاص بسهولة ويسر، وعلى ذلك -وباستثناء ملف أبيي الشائك- فإن كل القضايا الخلافية بين الدولتين وفى غضون ثلاثة أشهر فقط لم تعد محل خلاف بذات الحدة القديمة التى كانت تثير أعصاب الجانبين وتجعلهما يدخلان فى صراع لا طائل من وراءه.

لقد ثبت من خلال زيارة الرئيس البشير الأخيرة الى جوبا الأسبوع الماضي إن مساحة التلاقي والتفاهم بين الاثنين لم يكن يعرقلها فى السابق سوى (أشخاص بعينهم) على الجانب الجنوبي، ظلوا يعملون على إفشال دولتهم وسلطة رئيسهم قبل أن يلحقوا أية أضرار بالسودان إذ أنّ الذي تضرر من وقف ضخ النفط لما يجاوز العام كان بالتأكيد الجانب الجنوبي وقد بدا واضحاً حين امسك الرئيس كير بنفسه بدفة القيادة وتخلص من مساعديه الذين ظلوا يراهنون على أجندتهم الخاصة.

ولعل هذا الأمر يدعونا لاستخلاص عدد من النقاط المهمة فى هذا الصدد علَّ يستفيد الطرفان منها فى قابل الأيام. النقطة الأولى أن العلاقات الثنائية بين أي دولتين خاصة إذا كانتا جارتين لا تحتمل أجندات بعض المسئولين هنا أو هناك، فهي علاقات إستراتيجية محضة يدور وجود الدولة المعنية معها وجوداً أو عدماً وما ينبغي التلاعب بها أو تركها لتداعيات شخصية وخاصة.
النقطة الثانية أن المساعدين المقالين ربما كانوا فى السابق جزء من (مصائب) عديدة حاقت بالدولة الجنوبية ينبغي على القيادة الجنوبية العمل على مراجعتها بغية قفل الطريق تماماً على إمكانية حدوثها مرة أخرى مستقبلاً.

النقطة الأخيرة أن السودان -كما بات جلياً- ظل وفياً لالتزاماته ولم يعمل قط على عرقلة علاقاته بالدولة الجنوبية بدليل أنه وحالما تم التخلص من هؤلاء عادت الأمور الى نصابها بسرعة ودون أن يفعل السودان من جانبه الشيء نفسه.

سودان سفاري

[/JUSTIFY]
Exit mobile version