عبد اللطيف البوني
السيسي (دق جرس)

في الأسبوع الماضي ذكرنا الدكتور التيجاني السيسي تلك الدراما المؤسفة التي حدثت بين النميري ودريج عندما وقف أمام البرلمان وقال إن اتفاقية الدوحة في مهب الريح لأن المانحين وعلى رأسهم حكومة السودان لم يفوا بالتزاماتهم تجاه الاتفاقية، وزاد الأعضاء كيل بعير بقوله إنه طاف على معظم أنحاء دارفور بصفته رئيسا للسلطة الاقليمية فوجد بعض المناطق في حالة مجاعة (عدييييل كدا) فأعاد بذلك ذكرى دريج بصورة شبه كربونية لا سيما أن التيجاني مثله مثل قريبه دريج على درجة عالية من التعليم والاحترام من قبل أهله الفور وكل الاقليم وله ماض سياسي حيث كان واليا في آخر ديمقراطية على ذات دارفور وله في أروبا مأوى وإقامة.
قد يقول قائل إن مطالبة التيجاني لم تأت في الوقت المناسب نسبة لاحتلال وتحرير هجليج وما تبع ذلك من نقص في الأنفس والثمرات، ولكن إذا علمنا أن حديث السيسي أمام البرلمان كان مبرمجا له قبل هجليج ثم إن الحكومة لم تف بالتزامها قبل هجليج نجد للرجل العذر. الأمر المتفق عليه أن الفترة التي قضاها التيجاني على رأس السلطة الاقليمية على قلتها أثبت فيها أنه رجل المرحلة فقد تجاوز عقبات التأسيس في فترة وجيزة والتف الشعب حوله بصورة طيبة، نعم لم تظهر آثار حكومته لأنه لم يبدأ الحكم بعد إلا أنه كسب ثقة الجميع ولأول مرة ومنذ أكثر من عقد من الزمان بدأت بشائر السلام تلوح في دارفور وأصبح الخوف كل الخوف أن تضيع هذة الفرصة وتتحول البشائر إلى نذر، عليه يصبح للتيجاني الحق كل الحق في أن (يدق جرس).
المطلوب من الحكومة مليارا دولار وتبرعت قطر بإنشاء بنك برأسمال قدره مليارا دولار وهناك آخرون لا يعول عليهم فالمجتمع الدولي لو أعطى السلطة الاقليمية نصف ميزانية اليوناميد لكان الحال غير والحكومة هي الأخرى تخسر أكثر من ذلك المبلغ في الأمن وجاء في الأخبار أن التيجاني سيكون في قطر في الأيام القليلة القادمة ويمكن للحكومة أن تدعم السيسي في قطر و أن تعيد برمجة منحتها لدارفور بما يتناسب والظرف الطارئ، ولكن في كل الأحوال وكما قال يوسف فتاكي عليه رحمة الله (امسكوا بلد كويس) ولا تتركوا التيجاني السيسي يرجع لغابته الأوربية.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]