عمر الشريف : الى اين تتجه السفينة

لو افترضنا البلدان الاسلامية هى السفينة ولها مجموعة ملاك يوجهون القطبان حيث أرادوا وعلى الركاب ان يتحملوا ويصبروا والا مصيرهم البحر او الشاطىء ليضيعوا فى تلك الجبال والغابات الوعره . اصبح عالمنا اليوم لا يحسد عليه وجروحه كل يوم فى زيادة وشعوبه مشرده ومغلوبه على امرها ليس من عدو معروف ولكن من قريبا لا يخشى او يخاف من الله ويسجد لله نهاره وليله . لقد شاهدنا ما فعله الامريكان باسم التحالف فى العراق ولكنه لم ينتهى بأنتهاء صدام وانما استمر حتى اليوم وغدا وليس استمراره بأيدى التحالف ولكن بأيدى أبناءه كم من نفس قتلت وكم من نفس شوهت وكم من أم ثكلت وكم من زوجة فقدت بعلها واطفالها . ياليت الحال اقتصر على تلك البقعة ولكن استمر جنوبا لليمن ثم تونس و ليبيا ومصر وسوريا والسودان والباكستان واقبلها فلسطين وبعض الدول ذات الاقلية المسلمه .
لقد اصبح المسلمين اليوم اسما بدون اسلام الا ما رحم ربى والكفار يطبقون تعالم الاسلام من غير أن يسلموا ، نحن نتفرق ونحسد ونقتل بعضنا ونعلم بأنها محرمه فى كتابنا وحذرنا نبيا عليه افضل الصلاة والسلام وهم يجتمعون ويتعاونون ويحافظون على بلدانهم وشعوبهم وحدوا عملتهم وجمعوا تفرقهم وحسنوا اقتصادهم نحن لولا الصلاة لما وحدنا صفوفنا لكن دمرنا اقتصادنا وفرقنا تجمعنا . هم تعاونوا مع بعضهم ليضربونا ببعضنا بسلاحهم من اموالنا. أين علمائنا واين الرشيد فينا ليقول كلمة الحق كما قالها الخلفاء الراشدين والتابعين لقد جعلونا نكره بعضنا البعض ولا نثق فى انفسنا او اخواننا ونسينا أن المؤمنون اخوه ونسينا ما ذكره الله سبحانه فى كتابه فى وصف النبى الكريم عليه الصلاة والسلام واصحابه بأنهم اشداء على الكفار ورحما بينهم ولكن فهمنا اليوم الآية عكس واستغفر الله .
الامة الاسلامية تستقبل عام هجرى جديد وهى كلها جراح وتشتت وتفرقه لقد منعت حق الله عن اخوانها بحجة الارهاب وقد تركت الدعوة بحجة الغلوا فى الدين حتى اصبحت المساجد التى كانت منارات العلم والدين تفقد بريقها وروادها بحجج واهيه وقل انكار الباطل والامر بالمعروف بين الناس واصبح شبابنا لا يختلفون عن الشباب الغربى فى لبسه وشعره وبناتنا اصبحن يواجهنا خطر لا يمكن محاربته بالجيش ولا بالسلاح وهو خطر التكنولوجيا ووسائل الاتصال والتواصل التى اصبح فسادها اكثر من نفعها ليس عيبا فيها ولكن فى طريقة استعمالها .
نسأل الله الكريم الذى قال اقتربت الساعة وأنشق القمر وها هى تقترب بعلاماتها التى وضحها لنا نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ونحن فى غفلة معرضون أن يعيد لنا الالفة والايمان فى قلوبنا ويجعلنا أمة اسلامية قوية متحده تحترم كبيرها وتوقر صغيرها تعرف محبة الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم واتباع تعاليم ديننا ونحارب اعدائنا ونحافظ على عرضنا ومالنا واهلنا ونرحم فقيرنا ومسكيننا من مال الله وننصر مظلومنا . نسأل الله الكريم ان يكون هذا العام شفاءا لصدورنا وجروحنا وتوحيدا للامتنا ورفع رآيتنا عالية ونكون قريبين من الله ليكون قريب منا وينصرنا .
عمر الشريف
Exit mobile version