حالة احزاب المعارضة السودانية اشبه بلعبة الهارت حيث ان كل حزب ضد الاخرتشاكسا وتدابرا واقصاءا فحزب الامة يدعو للحلول السلمية خارج فوهة البندقية والاستنجاد بالاجنبى ويواجه موقفه هذا نقدا لازعا وقصفا عنيفا على رئيسه من الاحزاب الاخرى والحزب الاتحادى الاصل مشاركا فى الحكومة ومعارضا فى نفس اللحظة ويواجه حرجا بالغا ويصفر وجهه خجلا عندما ينظر لبقية الاحزاب التى ترمقه بنظرات الاحتقار تارة وتشتمه علنا تارة اخرى اما الجبهة الثورية فهى تراهن على الحل العسكرى وتتمترس حوله وتجد دعما معنويا من بعض الاحزاب ومعارضة من بعض الاحزاب الاخرى والمؤتمر الشعبى يتمسك باسقاط النظام باى السبل فهو يريد الانتقام من احباب الامس والحزب الشيوعى كذلك نفس موقف المؤتمر الشعبى يريد اسقاط النظام باى اسلوب كان .
احزابنا ليتها تعى ان الشعب السودانى هو الذى يدفع فواتير خلافاتها فهو كل يوم فى حالة ضنك والمعارضة تهتم فقط بمواقفها الاحادية من تغيير او اسقاط او نظام جديد .الثورة ليست مستحيلة فان الشعب السودانى فى حالة احتقان شديد ربما انفجر فى اى لحظة انفجارا لا تستطيع الحكومة اخماده وفى تلك اللحظة ستفاجا المعارضة بواقع جديد لم تتهيا له وربما تكرر المشهد فى العام 1985 والعام 1964 وتتم اعادة فشل الديمقراطية وعندها ستلعب الخمر بعقول المغامرين ويحدث انقلاب مرة اخرى وتدور ساقيتنا كما العهد بها .
على احزابنا ان تتفق وفى اسرع فرصة على خارطة طريق لمرحلة ما بعد الانقاذ حتى يتم الاستقرار المنشود وبالله التوفيق
م/ حماد صالح
المملكة العربية السعودية المدينة المنورة