[JUSTIFY]السنوات الأخيرة بكل ما فيها من أحداث سياسية واقتصادية وتقلبات ثقافية وفنية، أضافت للشعب السوداني أوصافاً تضاف لما عرف عنه من أوصاف.. وكدي النبدأ بما عرفناه عنه فهو مثلاً الشعب الأمين وهي صفة ظل يقولها عنا الغريب أكثر مما نوصف بها أنفسنا.. والسوداني كان وأحسن الظن به وأقول إنه مازال «المأمون عليّ بنوت فريقه» والسوداني معروف عنه أنه شجاع، وقلبه حار، وحقاني.. أما الوصف الذي أضيف له وأحسب أنه برع فيه كما لم يبرع فيه غيره فهو الصبر، والسوداني من الصباح حتى العشية يلوك الصبر أشكالاً وألواناً، والحياة تقلبه كما يقلب المفترس فريسته، لذلك يليق به لقب الشعب الصابر وهو الشعب المخترع والمبتكر ولا أقصد بالتأكيد الابتكار والاختراع من شاكلة الصاروخ والقمر الصناعي، لكنه يبتكر ويخترع الأساليب حتى يواصل العيشة والمعيشة.. فهو الشعب المخترع والحاوي كمان!! لكن آخر الأوصاف التي أضيفت للقائمة الطويلة أنه الشعب «المُستفز» بضم الميم وكثير من التصرفات المستفزة يراقبها بشيء من الألم والحسرة والسخرية، وواحدة من أشكال الاستفزاز المستفزة استفزازاً ما درج عليه بعض المسؤولين أو بعض الجهات ذات الصلة بهؤلاء المسؤولين أن يعلنوا وعبر صفحات كاملة يدفع ثمنها من خزينة الدولة عن شكرهم وامتنانهم للمسؤول الفلاني أنه فتح كدا.. وسوا كدا.. ووعد بأن يعمل داك.. وهذا المسؤول أساساً أسباب وجوده أن يعمل كدا ويسوي داك- يعني دا واجبه- الذي يقبض عليه راتبه ومخصصاته ويستمد منه وجوده الأدبي والمجتمعي الذي توفره له هذه الوظيفة المنصب.. لذلك أظن أن رفع الدعم الذي أعلنته الحكومة لمواجهة الكساح الاقتصادي الذي أصابنا يجب أن يشمل رفع الدعم عن هذه البنود الإعلانية التي يشكر من خلالها فلان الفلاني على واجبه وعمله، وهو سلوك لا يوجد مثيل له على ما أظن إلا عندنا، ومن أراد أن يغازل فلان أو فرتكان ولاءً ومحبة فليس على حساب المال العام إن كان مال وزارات أو نقابات، وعليه أن يهاديه ويشكره رأساً لرأس إن شاء الله يجيب مكرفون ويقيف قدام بابه ويهتف «حبيناك من قلوبنا واخترناك يا حلو» أما هذه الصفحات مدفوعة الثمن فهي شينة والشينة منكوره.
كلمة عزيزة :
شاهدت تقريراً على إحدى الفضائيات عن فتاة تركية صغيرة برعت وتفوقت في رياضة «الكابويرا» وهي مزيج ما بين الرقص والتاكندو، لكن الخبر في التقرير أن هذه الفتاة من أسرة فقيرة كانت مجرد بائعة للمناديل في الطرقات، لكن الدولة قامت بواجبها الاجتماعي نحوها وحولت مسارها من بداية التشرد إلى منصات البطولة، هذا الحديث أهديه لوزارة الرعاية الاجتماعية ولوزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة والإعلام وأدوار كثيرة على هذه الوزارات ينبغي أن تلعبها تجاه شبابنا وأطفالنا الذين أصبحوا كماً مهملاً بلا باحث عن مواهبهم أو تنميتها- إن وجدت- نحن أمة تأكل حتى الآن من سنام إبداع الذين سبقوا كم أخشى بعد ربع قرن من الآن أن يتحول كل أطفال تركيا إلى مبدعين وأطفال السودان إلى بائعي مناديل!!
كلمة أعز :
لفت نظري داخل مطار الخرطوم لافتة مكتوب عليها شركة مطار الخرطوم وعلى فكرة اللافتة في البوابة الرئيسية فهل المطار فعلاً شركة؟ وهل هي شركة خاصة أو عامة؟ مجرد استفسار؟!
صحيفة آخر لحظة
[/JUSTIFY]