الحرّية طريق الريادة

الحرّية طريق الريادة
أبطالُ الحُرّية ، أبطالٌ صنعوا التاريخ ، حققوا الرّيادة ، ومَلؤا الأرضَ نجاحاً وحضارة ، الحُرّية إبداع ومسئولية ، والمسئولية تنبعُ من الإختيار الحُرْ ، وكلما تنامت روح الحُرّية في النفس البشرية ، تسامت مسئوليتها ، وارتقت إلى مراتب رفيعة ، تُجسّد مدى بعيد ، ورؤية جلية .
العلاقة بين الحُرّية والإبداع علاقة مُتكاملة ومرتبطة ببعضها البعض ، فلا إبداع بدون حرية ، ولا حرية بدون إبداع ، إلا أن الحُرّية هي الضمان الوحيد لإبداع حقيقي يقترب من الإنجاز ، والحياة إنجاز .
الحُرّية والإبداع عنصران متلازمان في مسيرة النتاج الحضاري وارتقائه وتوهجه وانتشاره ،، والإبداع هو حالة من التوهّج تنحصر بفئات محددة لا تأبه بالخطأ أو اللوم ، ولا تيأس من المحاولة والتجريب .
الحُرّية الحقيقية قيل أنها هي القول والعمل بما لا يَضُرُّ بأدبٍ ، الحُرّية تنتهي حيث تبدأ حُرّيات الآخرين ، حيث لو تخطت فهذا تعدياً وظلماً وانتهاكاً لحقوقهم وكرامتهم وانسانيتهم ،، الحُرّية انسانية ، والإنسانية سعادة ، والسعادة تبدأ من الداخل أولا ،، بالإرادة والقوة ،، ومن قويت نفسه ملك خيارها ، بضبط هواه وكبح جماحها ، فهو كذلك مع غيرها ،، وقوتك وإسعادك لنفسك قوتك وإسعادك لغيرك ،، ففاقدُ الشيء لا يُعطيه .
الحُرّية الحقيقية ، رضا نفسك ، وسعة أفقك ، ومُلكٌ لخيار نفسك مهما جرى ..” إنّ سِجني خُلوة ،، وقتلي شهادة ،، وإخراجي من بلدي سياحة ” مقولة تُجسّد الحُرّية الحقيقية
والشخصية العظيمة تضع بصمتها وتترك صداها يردده التاريخ ..” أنا جَنّتي ،، وبُستاني في صدري،، وسِجني خُلوة ،، وقتلي شهادة ،، وإخراجي من بلدي سياحة” هذه الكلمات قالها الشيخ الجليل ابن تيمية حين سجنه المأمون الحاكم العباسي ، لمّا نفى خَلْقْ القرآن وقال بنزوله .
معنى الحُرّية الحقيقية أن تُحقق الرّيادة وتُعيد النهضة مهما كانت ، وأينما كانت ، فأنتَ عبداً لله وحدهُ ، وأنت من يملك خيارك ، فسعادتك تنبع من ذاتك ، وحُرّيتُكَ مِلكُ يدك ، وأنت من تصنع خَيارك لتضع بصمتك الخاصة في هذه الحياة ، وإن لم تزد شيئاً على هذه الأرض فأنت عليها زائداً .
ْهذه الكلمات المُضيئة لشيخٍ حَكيم ، لم أستطع تجاوُزُها فأعمَلتُ فيها تصرُّفي بِحُرّية .
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]
Exit mobile version