وقال الخبير في أمن المعلومات، عبدالله العلي، في حديثه لقناة “العربية” إنه ومنذ تأسيسها في الخمسينات من القرن الماضي كانت مهمة وكالة الأمن القومي الهيمنة على قطاع المعلومات والاتصالات، ومع الوقت أصبحت الوكالة تهيمن على علماء الرياضيات والتشفير وتحاول أن تضمّهم لها أو تعرقل أبحاثهم حال لم ينصاعوا لها.
وشرح العلي أن الوكالة تعتمد في تجسّسها على عدة وسائل: أولها الشركات السرية بينها وبين الشركات الكبرى في مجال تكنولوجيا المعلومات أمثال جوجل وآبل وياهو وغيرها. وهذه الشراكات، التي تتم بشكل قانوني تتيح للوكالة الولوج إلى قواعد معلومات ضخمة ومهمة، خاصة أنه غالباً ما تقوم هذه الشركات بتقديم خدمات لمؤسسات مهمة ودول من حول العالم.
أما بالنسبة للشركات التي ترفض الشراكة مع وكالة الأمن القومي أو لا تستطيع هذه الوكالة الوصول إليها (كالشركات الصينية على سبيل المثال)، فتقوم الوكالة باختراقها لتحصل على المعلومات التي في قاعدة بياناتها.
وأضاف العلي أن وكالة الأمن القومي تعتمد أيضاً في تجسسها على تقنيات جدية غير معلنة أو منتشرة بعد، متحدثاً عن برنامج متقدم يعتمد على معدات ثقيلة ويقوم باعتراض الاتصالات ورسائل الجوال، نشرته أميركا في 100 قنصلية وسفارة لها عبر العالم.
ورابع وسيلة تستخدمها وكالة الأمن القومي للتجسس على العالم هي “الشركات الوهمية – حسب تعبير العلي – وتقوم الوكالة بتأسيس هذه الشركات في دول “محايدة (كسويسرا)، وتقدم هذه الشركات خدمات تشفير عالية لصالح دول أخرى (كإيران التي استخدمت إحداها لتشفير اتصالاتها بين سفاراتها في العالم).
وشرح العلي أن وكالة الأمن القومي تستعين في عمليات الاستخبارات بشركات أخرى، تكون أحياناً متمركزة خارج الولايات المتحدة ويكون لها فروع عبر العالم. وفي هذا السياق تحدث عن تعاونها في مجال “مكافحة التجسس” ولها فروع علنية في عدة دول خليجية.
ولم يستبعد العلي أن تكون هناك شراكات بين وكالة الأمن القومي وشركات اتصالات في الدول العربية أو أجهزة استخبارات محلية.
كما شدّد على أن شبكات الاتصال والبنى التحتية في دول الخليج “هرمة”، محذراً من أنها لا تحتاج لكل تقنيات وكالة الأمن القومي المتقدمة لاختراقها والتنصّت عليها.
العربية.نت
[/JUSTIFY]