حكومة الجنوب لن تستطيع ان تنكر مسؤوليتها عن تلك النيران والدخان المتصاعد الذي شق عنان السماء ليعود على الجنوب نفسه امطارا حمضية فقولها بانها نجمت من قصف الطيران السوداني مردود لانه معلوما للكافة ناهيك عن الاقمار الصناعية التي تتحاوم في سماء المنطقة وهي اقمار صديقة لحكومة الجنوب ان الجيش السوداني كان حريصا على ان لايسترجع هجليج “قاعا صفصفا” ومع ذلك فدفع حكومة الجنوب بان الحريق ناتج من اعمال الحرب لن يعفيها لانها هي التي تسببت في تلك الحرب وبقول صريح لا تلميح فيه. ان احراق الابار لا يدخل البتة في النزاع الحدودي وهو جريمة اغترفتها حكومة الجنوب بالاضافة لتداعياتها الجنائية فقد احرق حشا العلاقة بين الشعبين الجارين.
بالاضافة للنيران التي اشتعلت في آبار النفط وبقية منشآت هجليج المدنية فقد سبق تلك الحرائق عملية نهب منظمة طالت الممتلكات العامة والخاصة بدءا بالعربات ذات الموديلات المتقدمة الدفع الرباعي إلى الملايات والموكيت فقد شوهدت اللوبيدات تحمل العربات التي تحمل البتوجازات والديبفريزيات في جوفها وهي تخرج من هجليج متجهة للجنوب في اليومين الاولين للاحتلال وبعد ذلك حطم الجيش السوداني الكباري واحكم الحصار فجاء دور النار لتجهز على البقية وهذا ما رآه كل الناس وفي كل الدنيا.
الخراب المادي مهما كان حجمه فيمكن تداركه وتعويض ما تبدد فقد بدأ السودان في ذلك وهاهي النيران تطفأ كما ان المسار القانوني سوف يأخذ مجراه وان طال الزمن فالسوابق العالمية كثيرة وواضحة في هذا الشأن والمسروقات قد تعود أو تعوض، ولكن يبقى الشرخ الوجداني الغائر الذي لابد من علاجه لان الشعبين في البلدين لابد من ان ينعما بجوار حسن، لابد من قطع الطريق لاية عودة لتلك النيران والسرقات وبقية الفظائع وهذا لن ياتي بالتدابير الامنية وحدها مع اهميتها لابد من العمل على علاقات حسن جوار، ومن هذه اللحظة فاذا تجاوز السودان وأهل السودان (ارتفاع ضغط الدم وفقع المرارة وافراء الكبد وهرد الكلى) الحالي ومد يدا بيضاء لشعب الجنوب اكرر شعب الجنوب سوف تحفظ له البشرية والعالم والتاريخ هذا الصنيع الطيب.. ان الكبير هو الذي يسمو فوق جراحاته فهذه فرصة لكي نظهر اننا في السودان فعلا كبار حتى لا نرى تلك المآسي والفظاعات مرة اخرى فطلب السلام من عل افضل من طلبه اسفل.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]