فجرا، توجه الوزير إلى عدد من نواحي المشروع العريق لحضور انطلاق مرحلة (اللقطة الأولى) بصحبته شهود وحكام من أهل الصحافة والإعلام لحساب النقاط وإعلان نتيجة مباراة القطن المحور وراثيا. توجهت إلى مباني وزارة الزراعة لأجد رفاق الرحلة على أهبة الاستعداد.. تحركت السيارة التي يقودها العم عبد العزيز ـ متعه الله بالصحة والعافية ـ الذي نجح بخبرته في تجنيب السيارة حادثة خطيرة.
أمامنا وزير الزراعة بعربته ذات الدفع الرباعي الفاخرة التي بدا أنها أفضل بالنسبة له من الطائرات.
* عزاء
قريبا من حافة طريق مدني توقف ركب الوزير عند مدخل حلة حمد لتقديم واجب العزاء في أحد فقداء القرية من أقارب قيادات المزراعين لتتوغل السيارات داخل مشروع الجزيرة، حيث انضم إلى الركب رئيس اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل عباس الترابي، وفي قريته ودالترابي وقف الوزير على محصول القطن المحور وراثيا في القسم الشمالي وبداية حصاده في المنطقة.. اتسعت بصورة واضحة ابتسامة الوزير العريضة أصلا وبدأ تفقد لوزات القطن ناصعة البياض.. فالامر لم يعد حصادا لمحصول فحسب لكنه حصاد لنقاط جولات من الملاكمة والصراع.
ليدخل الوزير الذي كان في قمة سعادته بزيه الفرايحي المودرن وكابه المميز في قفشات مع المزارعين ونساء اللقيط ومجادلات غذتها معرفته بلغتهم ومصطلحاتهم.. كثيرون منهم لم يعرفوا أنهم في حضرة وزير الزراعة في البلاد، لكنهم أحسوا بأنهم أمام (مسؤول كبير).
المتعافي كان يحرص على متابعة الإعلاميين لأحاديثه مع أولئك البسطاء وأصحاب الحواشات من المزارعين واستطلاعهم حول المحصول ومزاياه الذين لم يخيبوا ظنه وأكدوا نجاح التجربة وزيادة الانتاج مشيرين إلى أن متوسط انتاجية الفدان قد تتراوح بين 10 إلى 20 قنطارا.
* عودة المشهد القديم
من أهم الملاحظات عودة المشهد القديم المتمثل في انتشار العاملات بالقيط حاملة (قفاف) مصنوعة من السعف أو من جوالات السكر.
وأكدت مجموعة من النساء العاملات في اللقيط أن الانتاجية عالية وعدم وجود العسلة بالإضافة لعدم تساقط اللوزة.
* الترابي يبشر
عباس الترابي رئيس اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل أشار إلى أن القطن هذا العام يبشر بانتاجية عالية وقد تصل انتاجية الفدان لبعض المزارعين إلى (20) قنطارا بالإضافة إلى تركيبة محصولية من جميع الخضروات، كما تمت زراعة السمسم في مساحة (4) آلاف فدان بما يعد التجربة الأولى في المشروع وحقق نجاحا بنسبة (90%)، أيضا زرعت الذرة في مساحة (500) ألف فدان بالإضافة إلى الفول الذي يبدأ حصاده شهر ديسمبر كما أكد بداية الاستعداد للعروة الشتوية.
* جولات بين المزارع
ما إن يتحرك الوفد قاطعا بعض المسافة حتى ينادي السيد الوزير على الركب بالوقوف ليكون أول القافزين من سيارته بخفة، يشرح ويسأل حول كل ما لفت انتباهه في مزرعة من المزراع، وفي إحدى الوقفات سأل صاحب حواشة ذرة تبدو انتاجيته كثيفة الذي لم يكن يعلم انه وزير الزراعة عن نوعية التقاوي والسماد المستعمل .
* وقفات ومطالبات
واصلنا الرحلة لنتوقف في المعيلق وجاد العين ومنطقة ترعة ود بدر والمحيريبة الفكي عمر، في كل هذه المناطق طالب المزارعون المتعافي بالمصداقية في الأسعار المجزية لمحصولهم وطالبوه بزياداتها وأكد لهم المتعافي أن: أي مزارع يسلم (6) قناطير لكل فدان يسلم المبلغ فورا والما مصدق (يمسك قنطوا عليهو) ووعدهم بزيادتها .
* الحرقة تعاني من أسعار المحروقات
تواصلت المسيرة باتجاه الشرق نحو مشاريع الحرقة ونور الدين، والأخير توقفنا عنده حيث المحصول مبهر بحق ويؤكد نجاح التجربة.. تحدث عن المزارعين يوسف عوض الله رئيس الاتحاد الفرعي لمزارعي الحرقة نور الدين الذي أشاد بجهد المزارعين وشركة سكر الجنيد التي وفرت لهم المدخلات وقال إن مساحة مشروع نور الدين(9.465) فدانا وما تمت زراعته (3)آلاف فدان وطالب يوسف المتعافي بكهربة المشاريع في الحرقة ونور الدين وبالمساواة في الري مع مشروع الجزيرة لأنهم يعانون من هذه المشكلة لارتفاع تكلفة الجازولين.. وطالب المزارعون بصوت واحد بسلفية اللقيط التي وعدهم المتعافي بالشروع في اجراءتها فور وصوله الخرطوم.
* في الرهد
ارتفعت نسب المساحات المزروعة بالقطن وبدت للناظرين كثافة المحصول، فقد وصلت مساحة الأراضي إلى 25 ألف فدان، قال كثيرون من أهل الزراعة إنهم سيضاعفونها في العام القادم بينما أجمعوا على إحساس كل من لم يزرع هذا العام بالندم.
* هتاف مع وليس ضد!
ما يثبت ذلك هتاف بعضهم بحضرة الوزير (قطن عافي وجابو المتعافي) المتعافي أيضا اتسعت ابتسامته الدائمة أكثر وفي عقله الباطن عداد النقاط في معركة القطن المحور وراثيا ريثما تعلن النتيجة النهائية بعد الانتهاء من الحصاد في كل الأراضي المزروعة بالبلاد والبالغة مساحتها 180 ألف فدان
الجزيرة – رباب محمود – اليوم التالي