وكان مارك بيلي – وهو من روثرهام وعمره 44عاماً ويخضع للاستجواب من قبل الشرطة إثر اتهامه بارتكاب جريمة اعتداء جنسي – قد خلف وراءه حقيبة ظهر حيث تركها على سفح تل وبداخلها أربع مذكرات مكتوبة بخط اليد وموجهة إلى أفراد عائلته وضباط الشرطة – بيد ان الخداع الذي مارسه سرعان ما انكشف أمره ما أدى إلى إلقاء القبض عليه في غضون (24) ساعة. وقد انطلقت حملة بحث جوية وبحرية كبرى إثر اتصال مارك بيلي بخدمات الإسعاف والطوارئ متظاهراً بأنه عابر سبيل عثر على حقيبة ظهر على قارعة الطريق أثناء مروره، وأعرب لهم عن خشيته من أن أحدهم ربما ألقى بنفسه من ارتفاع 200قدم وهوى في قاع بحر الشمال بالقرب من بريدلنغتون في منطقة إيست يوركشاير.
وقد ثارت شكوك ساروت الشرطة بعدما اقتفت أثر الهاتف النقال الذي صدرت عنه المكالمة إلى خدمات الإسعاف لتكتشف انه مسجل باسم مارك نفسه.
إثر ذلك تم إلقاء القبض على مارك على بعد 30ميلاً وهو على متن قطار بمحطة سكة حديد جول. وقد قدم نفسه للشرطة باسمه الجديد شين دولنغ ولكن لم يكن لحيلته أن تنطلي على ضباط الشرطة. واعترف مارك بجريمته أمام محكمة التاج في هول حيث أقر بمحاولة تضليل العدالة. يشار إلى أن مارك عاطل عن العمل وتشير تقارير إلى أن حياته العائلية مليئة بالاضطراب وعدم الاستقرار.
وفي معرض تلاوته للحكم أشار القاضي سايمون جاك إلى ان محاولة مارك التظاهر بالانتحار كانت محاولة قصيرة الأمد ولم تمكث طويلاً ولم يلبث أن انكشف أمرها وكان الدافع لها هو أن “يهرب من واقعه كله”. وأردف القاضي سايمون يقول: “بيد ان الجريمة كانت خطيرة تستوجب حكماً بالسجن لفترة طويلة”.
وورد في جلسة الاستماع بالمحكمة أن مارك بيلي تظاهر بأنه كان يتمشى على الشاطئ أثناء العطلة عندما وضع خطته موضع التنفيذ في اليوم الخامس من شهر يونيو لعام 2008م.
وقد خلف وراءه حقيبة ظهر تحتوي على ملابس ومناديل ورق وأحذية بالقرب من منحدر تل ثم اتصل بخدمات الإسعاف والطوارئ لإبلاغهم بموته. وكان يرتدي سترة للتخفي والتنكر ثم ظل منتظراً ريثما يتم التعامل مع البلاغ بالجدية اللازمة ولتأكيد أن البلاغ حقيقي.
وقد تحدث معه أفراد الشرطة الذين وصلوا للتحري والبحث عن الشخص المفقود وقدم لهم نفسه على أساس أن اسمه شين دولنغ. وعثر أفراد الشرطة على مذكرات عن الانتحار موضوعة في مظاريف ومعنونة إلى زوجته وابنته ذات السنوات الخمس وأمه وأبيه وأيضاً إلى الشرطة.
في المذكرة الموجهة إلى ابنته تحدث قائلاً: “ذهب أبوك إلى حيث يغني لجميع الأطفال”. وقد ترك قارورة فارغة مع مذكرة إلى والديه قال فيها: “سامحاني على ما اقترفته. لقد تواريت عن الأنظار وأنا أشعر بالخزي لذلك. إنني آسف فقد ذهبت لما هو أفضل لقد وضعت حداً لحياتي”. وطفق أفراد الشرطة وخفر السواحل مع المتطوعين يجوبون الشاطئ بحثاً عن الشخص المفقود إلا أن التحريات الروتينية التي درجت الشرطة على إجرائها في مثل هذه الحالات كشفت النقاب عن أن بيلي مطلق السراح بكفالة إثر الاشتباه في ضلوعه في جريمة جنائية خطيرة.
وقد تحدث المحامي بول جيني الذي يتولى الدفاع عنه قائلاً: “لقد أراد التخلص من كل شيء وكان يضع في ذهنه انه بادعاء الانتحار ستكون هنالك خطة إلا انه استخدم هاتفه النقال الخاص به. وهذه ليست فكرة بارعة. لقد تعرض لضغوط لم يكن ليقوى عليها فهو ليس رجلاً غير ذكي. لقد يأمل في أن يستفيد من فترة السجن ويمضيها في عمل مفيد وكان يهدف على المدى البعيد إلى الرجوع إلى الجامعة للحصول على مزيد من المؤهلات”.
[/ALIGN] ياساتر