رئيس الإتحاد العام للطلاب السودانيين في حوار الراهن

[JUSTIFY]تقلد منصب رئيس إتحاد الطلاب السودانيين بدولة باكستان،عندما كان يدرس الهندسة الكهربائية،الباشمهندس محمد صلاح محمد حسن من أبناء الولاية الشمالية من (بدين) مناطق المحس،ولد ونشأ وقضى جميع مراحله الدراسية بولاية الخرطوم،وبعد إكمال دراسته بدولة باكستان،عاد للخرطوم أمينا للعلاقات الخارجية بالإتحاد العام للطلاب السودانيين،ومن ثم تقلد رئاسة الإتحاد منذ العام 2011م،وتستمر رئاسته حتى السادس من نوفمبر القادم من العام الحالي..هو شخص يحترم الزمن ومن يتعامل معه يحس بذلك،فمواعيده دقيقة جداً،ورغم ذلك هو رجل سلس وعملي جداً،فتجده أول الحضور في كل مايخص مشاريع وبرامج الإتحاد،ومهموما وللحد البعيد بقضايا الطلاب والوقوف على حلها..آخرلحظة جلست إليه لمعرفة بعض ملامح دورة رئاسته للإتحاد،ورأيهم حول عدد من القضايا الراهنة سياسية كانت أم إقتصادية..فماذا قال..

بداية نتحدث عن دورة الإتحاد العام للطلاب السودانيين والتي ترأستموها ومكتبها التنفيذي خلال الفترة من 2011-2013م..؟

أولا نرحب بصحيفة آخرلحظة التي تعاونت معنا كثيرا وننسب لها جزء من النجاحات التي صاحبت دورتنا..من خلال مشاركة الصحيفة كشريك إعلامي..فإتحاد الطلاب السودانيين يحتفل هذا العام بمرور ثلاثين عاما على تأسيسه،وهذه الدورة نعتبرها مفصلية من عمر الإتحاد؛بمعنى أنها جاءت بعد إنفصال جنوب السودان،ليصبح دولة جديدة،وجاءت بعد تحديات متنوعة ومتتالية مثل الوضع الإقتصادي والتعامل معه وتداعياته،والخروج منه والإستجابة للمتغيرات التي ستنجم عنه،إضافة لإعادة التجربة الجهادية،فالمعروف أنه ومنذ العام 2003م إنقطعت التجربة الجهادية عن الطلاب؛وفي دورتنا هذه تمت إعادتها وبصورة موسعة في مناطق مختلفة من السودان؛مثل هجليج وتلودي والنيل الأزرق وجنوب كردفان وأبوكرشولا..وهي كانت من مجموعة من المعارك التي تحسب تحديا كبيرا للبلاد.. وأيضا ماظهر جليا في الأحداث الأخيرة؛الإعلام الإلكتروني أو وسائل التواصل الإجتماعي.

تحدثت عن التحديات ومن ضمنها الوضع الإقتصادي..ماذا تعني للتوضيح..؟

نقصد النقلة الإقتصادية للإتحاد من إمكانيات مادية وأوجه صرفه..فمن المعلوم أن الدورتين السابقتين واللتين ترأسهما أخوتنا محمد عبدالله شيخ إدريس وغازي بابكر،كان هناكهناك إمكانيات متاحة مادية وسند،فالهبوط السلس هو مانعتبره أيضا من التحديات التي واجهناها.فالمتوقع كان من الجميع أن يواصل الإتحاد نفس الإيقاع السابق..وهو ماحاولنا أن الحفاظ عليه،رغم ضيق الإمكانيات التي واجهت دورتنا.فالوضع الإقتصادي واجتنا فيه عدة تحديات على مستوى الجامعات ومعيشة الطالب والكفالة التي تقدم إليه.

إذن ماذا كان رد فعلكم عن التداعيات الإقتصادية الأخيرة وهي ماعرفت بقرار رفع الدعم عن المحروقات..؟

طبعا أول رد فعل كان رفضنا لهذا القرار..ولكن بعد أن إستمعنا لتنويرات وشرح تفصيلي وماتم توضيحه،بأنه إعادة لتوزيع الدعم،وماسيعود منه كجزء من التوزيع للطلاب..وعندها وافقنا على الحزمة الإقتصادية وعلي إعادة توزيع الدعم،ولكن ردة فعلنا الأولى كانت كان الرفض،وهو سابق لمواقف من الممكن أن نقول أنه كان موقف لكل الأحزاب السياسية،ولكن كما قلت لك بعد الدفوعات التنويرات تمت الموافقة عليه.

لنتعرف قليلا وأنتم كإتحاد يمثل جميع طلاب السودان عن المعالجات التي واجهتهم بها إعادة توزيع الدعم كما سميته..؟

واحدة من الأمور التي جعلت الطلاب يقفون مع حزمة إعادة توزيع الدعم؛تمثلت في زيادة الكفالة أفقيا ورأسيا..فالعدد المكفول إرتفع إلى 200.000 طالب وطالبة في الجامعات والمعاهد وهي من جملة 337.000 طالب وطالبة من الدارسين في مرحلة البكالريوس..وهذا الرقم للأمانة يقوم بتغطية كل الطلبة المحتاجين..وزيادة على ذلك تم رفع قيمة الكفالة من 60-75 جنيه إلى مبلغ 100 جنيه؛وبدأت من هذا الشهر،وطموحنا كان أكثر من ذلك،ولكن هذه المائة جنيه بإمكانها ان توفر للطالب قدر من المساعدة المادية،فالمعروف ان الطالب لايقرأ على حساب الدولة،بل على حساب نفسه أو أسرته،ولم نقف على هذا فقط أيضا هنالك وجبات مدعومة على مستوى الجامعات والمجمعات السكنية،أيضا حزمة معالجات مع الصندوق فلقد تم تفعيل مشروع التسليف لدفع الرسوم الدراسية على أن تسدد شهريا ولمدة عام كامل..وهذا النظام المعمول به في أوربا والغرب عموماً،فجميع الطلاب يدرسون على حسابهم من خلال مشاريع التسليف..وهناك عدد من المراكز الخدمية التي ستنتشر في الفترة القادمة وعددها 89 مركز ستوزع بالجامعات وتشمل المذكرات والبحوث وغيرها..وهذه معالجات مركزية.

إذن هناك معالجات على مستوى الولايات ..؟

نعم؛مثلا ولاية الخرطوم تم تسليم إتحاد طلاب الولاية خمسين بصاً،وهناك إتفاق على مستوى الولايات بترحيل الطلاب بنصف القيمة،ولازالت سارية،وتم زيادة عدد البطاقات للترحيل،وهي في تقديرنا أن الطلاب من الشرائح التي أستهدفت بإجراءات إعادة توزيع الدعم.

من خلال دراستك بباكستان..هل حاولت أن تعكس بعض من تلك التجربة في الإتحاد ..؟

هناك جزء حاولنا أن نعكسه،بالذات من خلال مناشط الداخليات،فنحن قد وصلنا تقريبا جميع الداخليات في الخرطوم،وأغلب داخليات الولاية بنشاط مركزي،وذلك بشكل مختلف،مثل مشاريع المسرح والسينما،وكانت مجموعة من المشاريع رأي بعضها النور والآخر سيرى النور في الموازنة الجديدة..وإستفدنا من علاقاتنا الخارجية في مجالات التدريب والتعاون المشترك؛خاصة مع تركيا عبر تواصل مميز،وكانت الإحتفالية الكبرى بعدد من مثقفي السودان والذي تم بالمملكة المغربية،وأنتم شاركتم فيه،وكرنفال الطالب السوداني الأول بماليزيا،ومهرجان الوطن الواحد بتركيا.

ماذا عن تنمية إمكانيات ومقدرات وتأهيل الطلاب..؟

تم أخيرا تنظيم ورشة تدريبية لصناعة الفيلم الوثائقي عنوانها (كيف أصنع فيلمي الأول)،وسبب ذلك نبوغ السودان في إنتاج الأفلام الوثائقية وفوزه بعدد من الجوائز مثل الأستاذ سيف الدين حسن وغيره..وقصد من ذلك رعاية الطالب وتقديمه لنفسه،ولدينا هيئة رعاية الطلاب وبها مجموعة من المؤسسات الأخرى مثل جمعية إعلاميي المستقبل وهي تشمل جميع طلاب الإعلام وقدمت لهم فرص تدريبية مقدرة ومن هنا نقدم شكرنا لرؤساء تحرير الصحف لإتاحة هذه الفرص،وأيضا الإذاعات والتلفزيونات..وهناك جمعيات لطلاب الطب والصيدلة والأسنان،وفندقة وسياحة وعلى الدرب الهندسة وغيرها…وهي تدعو للقومية دون قبلية أو جهوية.

ولدينا وكالة أنباء الطلبة،وهي تجربة نحسبها في أولها فالطفل يحبو ثم يخطو وبعدها يسير بخطى متوازنة،وهي ليست بعمر وكالة سونا أو غيرها وإمكانياتها..فأولا إهتممنا بالتدريب وبعده صقل التجربة،ومن ثم الممارسة..

مقاطعا.. هل ستسلم وكالة أنباء الطلبة كأمانة في عنق الإتحاد القادم..؟

كل أمانات الإتحاد ومشاريعه وبرامجه ستسلم كأمانات للمكتب التنفيذي القادم إن شاءالله.

صورة عامة عن إحتفال الإتحاد بالثلاثينية..؟

هما بالمناسبة إحتفالان..إحتفال الثلاثينية على تأسيس الإتحاد العام للطلاب السودانيين،وفيها سيتم تكريم الرؤساء السابقين للإتحاد..ومنهم الأن سفراء يمثلون السودان،ورؤساء لأجهزة تنفيذية وإعلامية.وأيضا المؤتمر الرابع عشر للإتحاد وهذا سيتبعه ثلاث فعاليات أخرى،وهي إجتماع لعموم طلاب أفريقيا،وإجتماع تحضيري للإتحاد الإسلامي للمنظمات الطلابية (الإيبسو) وأيضا الإئتلاف العالمي من اجل القدس..ونحن تم تكليفنا يوم 3 نوفمبر وسنقوم بالتسليم يوم السادس من نوفمبر.

مارأيكم كإتحاد طلاب في الوضع السياسي الراهن..؟

طبعا واحدة من الدروس والعبر التي يجب الإستفادة منها بعد الأحداث الأخيرة التي صاحبت إعادة توزيع الدعم؛وهو كيف سيكون حال البلد إذا لم ينتبه الناس،فينبغي أن يجلس الجميع لوضع دستور يوضح كيف يحكم السودان،أما عمن يحكم السودان،فينبغي ترك ذلك للشعب السوداني.ولكن الوضع السياسي الراهن يحتاج لإتفاق أكثر من أي وقت مضى،وهي دعوات ظللنا نقدمها لكل القوى السياسية للجلوس وخصوصا أن هناك مشروع موضوع على المنضدة،فقط يجب الإتفاق عليه،وهو وضع دستور يتفق عليه الجميع،فقط الرغبة المطلقة للآخر هي التي ستساعد في بناء السودان.

مايجري من مفاصلة بالمؤتمر الوطني أو هكذا سميت من مذكرة وخلاف حول إجراءات رفع الدعم،وجناح الإصلاحيين؛ماهو رأيكم من منطلق الزاوية التي تشاهدون بها القضية..؟

مايجري بالمؤتمر الوطني لايخصنا ..بل هو أمر وشأن داخلي بالحزب ويخص فقط عضويته ولا شأن لنا بالأمر من قريب أو بعيد ولسنا معنيين به كإتحاد..ولا يعنينا كطلاب إن خرج ثلاثة عشر أو واحد وثلاثون أو إن دخل آخرون..وحزب المؤتمر الوطني تعرض لإنشقاقات وكذلك الأحزاب الأخرى،وهذا لن يؤثر كثيراً.

مابين الأمس واليوم..؟ووصايا للمكتب التنفيذي القادم..؟

بالطبع جرت مياه كثيرة مابين الأمس واليوم..فالحركة الطلابية إستفادت من تجاربها،وجددت دمائها،والحركة الطلابية..فلنا إسهامات خلال عامي الإتحاد في التجربة الجهادية،وإسهامنا بالرأي والتعبير عنه،فنحن هنا نتحدث عن ستة مليون طالب وطالبة؛فمؤسساتنا الطلابية نجحت في توصيل رسالتها لكل من عناه الأمر،وحقيقة نجحنا في صناعة كادر للمستقبل؛فلدينا كوادر لها اسهامتها بالولايات وعلى جميع الأجهزة التنفيذية والإدارية.ووصيتنا هي إن كان هناك متبقي لم ننجزه فهو الإنفتاح أكثر على القوى السياسية؛فنحن قمنا بزيارة وتكريم السيد محمد عثمان الميرغني بمنزله في إحتفالات عيد الإستقلال العام الماضي،وإتحاد طلاب ولاية الخرطوم الذي إستضاف الإمام الصادق المهدي،وقدم له كتاب..ونحن مع الإنفتاح مع القوى السياسية..وبالتالي نطالب من يأتي بعدنا أن يواصلوا في هذا الإنفتاح،وأيضا التجربة الجهادية،والإسهام الإقتصادي يحتاج لعمل أكثر.فنحن حاولنا أن نضبط الرسوم الدراسية بالجامعات؛والزيادة كانت بنسب بسيطة بعد الإتفاق مع مدراء الجامعات.. فللطلاب ترحيل بنسبة معقولة ووجبات أيضا بسعر معقول،ويجب على من يأتي بعدنا أن يراعي زيادات الأسواق التي تحدث كل يوم والعمل على معالجتها.

حوار:حسام أبوالعزائم: صحيفة آخر لحظة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version