مبارك الفاضل .. المرشد الاستخباري الأول !

[JUSTIFY]لم يبرع مبارك الفاضل فى شيء طوال تاريخه السياسي الملطخ بالأوحال وروائح المال الأجنبي النفاذة كما برع فى (فبركة القصص) وإطلاق الشائعات.

وقد شهدنا فى السودان وتحديداً فى العام 1998 كيف أن واشنطن وجهت ضربة صاروخية للخرطوم مستهدفة مصنعاً للأدوية بضاحية الخرطوم بحري، قال الفاضل للأمريكيين انه مصنع ينتج أسلحة كيمائية !

وشهدنا ايضاً -ومبارك الفاضل فى الخارج- بعد لقاء جمعه بعملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كيف أن إسرائيل وجهت ضربة جوية لمصنع الذخيرة بمنطقة الشجرة جنوبيّ الخرطوم, وبذلك أصبح من المعتاد أن يكون الفاضل حلقة الوصل ما بين الخارج والداخل، مرشداً للخارج لكي يوجه ضرباته لوطنه بالداخل .

بل إن السيد الصادق المهدي فى معرض نقده لإبن عمه عقب اعتداءات أبو كرشولا قال إن مبارك الفاضل درج على إرشاد الجبهة الثورية لمعاقل أنصار حزب الأمة القومي فى إشارة الى المجزرة البشرية المؤسفة التى ارتكبتها قوات الجبهة الثورية فى المنطقة وطالت عدداً من منسوبي حزب الأمة والأنصار .

وهنالك الكثير من المراقبين ممن يعتقدون أن وثيقة الفجر الجديد السيئة السمعة من بنات أفكار الرجل بالتشاور مع بعض عملاء وكالة المخابرات المركزية. إذا علمنا كل ذلك فإن من السهل أن ندرك كيف إن الرجل لا يتورع عن إطلاق الشائعات ومنح المعلومات الخاصة ببني جلدته للأجانب دون أن يهمه بعد ذلك ما سيقع .

ولهذا فإن الشائعة التي أطلقها مبارك الفاضل مؤخراً بشأن ضبط نجل قيادي بارز بالحكومة السودانية وهو يحمل (ملايين الدولارات) يمكن قراءتها فى ذات السياق المعروف عن الرجل، فالقصة من أولها لآخرها بدت مثل (فيلم آكشن) أكثر منها وقائع حقيقية.
فمن جهلة أولى فإن من الصعب -إن لم يكن من المستحيل- أن يتم تحميل مبلغ كهذا فى حقائب (صحبة راكب) وأن تكون عرضة للإكتشاف بهذه البساطة .

الأمر الثاني إن المبلغ المهول لا يمكن حمله بهذه الطريقة الى وجهة خارجية هي بالقطع سوف تشكك فيه إذ لا يمكن لأحد مهما كان ساذجاً أن يغامر هذه المغامرة .

الأمر الثالث إن الظروف التى يعيشها السودان فى الوقت الراهن يستحيل معها أن تجري عملية كهذه، فالكل يعلم أن الحكومة السودانية قامت بإجراءات اقتصادية إصلاحية وبالكاد استطاعت أن تتجاوزها مع وجود آثار سالبة لها فكيف يستقيم -عقلاً ومنطقاً- أن الحكومة وقد فرغت لتوها من إطفاء حريق الاحتجاجات أن تشعل حريقاً آخراً ؟

من المؤكد أن مبارك الفاضل وراء هذه الفرية بحثاً عن عود ثقاب جديد لمحاولة إعادة إذكاء النيران فى السودان وهذا ليس بغريب على رجل تخصص لسنوات فى هذا العمل !

سودان سفاري

[/JUSTIFY]
Exit mobile version