ومن هنا نبدأ

ومن هنا نبدأ
[JUSTIFY] اذا اتفقنا أن جنوب السودان اصبح دولة وظيفية متماثلة ومتكاملة مع اسرائيل ووظيفتها واضحة فاستقلالها كان جزءا من تلك الوظيفة وهي الآن تسعى إلى قيام جنوب جديد في حزام السافنا الغني في السودان القديم وهذا الجنوب لن يكون جزءا من دولة الجنوب لأن المطلوب هو التمزيق وليس الاصطفاف الجديد وهذا الجنوب الجديد يمكن أن يكون في علاقة كونفدرالية متوترة مع الخرطوم ثم ينفصل بعد ذلك في الوقت المناسب وليس الآن.
كل الشواهد الماثلة التي آخرها وليس اخيرها احتلال هجليج تدعم صحة ما ذكرناه. عليه يبقى السؤال ما هي استراتيجية الحكومة السودانية لمقاومة ذلك المخطط ؟ لقد قلنا بالأمس انه من الغفلة أن تضع مخططا تكتيكيا لمقاومة نظرة استراتجية طويلة الامد عليه لابد من وضع مشروع استراتيجي من عدة حلقات عاجلة ومتوسطة وطويلة الامد على أن نكون على استعداد للتضحية بالآني من اجل الآجل . لابد من أن نبدأ بتحسس نقاط القوة لدينا للدفع بها ثم نقاط الضعف اي الثغرات وتلافيها كل ذلك بما لا يتعارض مع مخططنا الاستراتيجي الذي نفترض انه يقوم على فهم الاستراتيجية الدولية المراد تطبيقها علينا.
في تقديري أن الجيش السودان واحد من نقاط قوتنا وفي نفس الوقت عقبة أمام المخطط الدولي الذي يستهدفنا. الجيش السوداني من الجيوش النادرة في افريقيا، ففي كل الدولة المحيطة بالسودان ما عدا مصر انهارت الجيوش القومية اثيوبيا وارتيريا وليبيا وافريقيا الوسطى وتشاد فهذه كلها جيوش مقاومة اي مليشيات تحولت إلى جيوش دولة مثلها مثل جيش جنوب السودان ولم تستكمل بناءها القومي بعد أما الجيش السوداني الذي قام على قوة دفاع السودان فهو جيش قومي بالنشأة والتطور وله اعرافه وتقاليده التي عصمته من التدخلات القبلية والجهوية والايدلوجية، فالمشروع الاستراتيجي المضاد يستهدف هذا الجيش ويريد أن يلحقه بتلك الجيوش المشار اليها.
العلاقة بين الجيش السوداني والسياسة علاقة واضحة مما سيجعله مستوعبا للمتغيرات الدولية حولنا فيكفي انه قام بثلاثة انقلابات والذين قاموا بالانقلابات ضباط مسيسون دون شك فـ17 نوفمبر سلمهم الحكم سلفهم المدني لما ضاق بالحياة الحزبية مايو 25 كانت طلائعه يسارية 30 يونيو كانت طلائعه اسلامية فالضباط السودانيون مثل رصفائهم المدنيين يتأثرون بالمد السياسي الدولي والاقليمي والمحلي ولكن في كل الاحوال ظلت تقاليد الجيش مرعية وظل مظهره القومي ثابتا فالضابط المسيس عندما يدخل الجيش يصبح ولاؤه للمؤسسة العسكرية مقدما على ما سواه.
الجيش السوداني ليس جيشا مدنيا انما جيش حربي مجرب فنشأته ارتبطت بالحرب العالمية الثانية ثم الحرب الأهلية الطويلة منذ اغسطس 1955 والى هذه الحظة رغم مآسي هذه الحرب الا انها جعلت من الجيش السوداني جيشا محاربا فلمواجهة المخطط المشار اليه سلفا يجب الحفاظ على الجيش وتطويره تقنيا وتزويده بعقيدة قتالية جديدة تستسلهم ما يحاك ضد السودان . الاكاديميات العسكرية يجب أن تحقن مناهجها بما يحاك دوليا ضد السودان فمصل الوطنية يجب أن يسري في الجندية الوطنية وبحمد الله عروق الجيش السوداني اصلا قائمة على هذا ولكن المتغيرات الجديدة التي اظهرها احتلال هجليج تحتاج إلى صفحة جديدة او فلنقل قناني جديدة لوضع عصائر قديمة اسمها القومية السودانية لزوم التقوية والمقاومة والنهضة هذه المتلازمة الثلاثية يجب التمعن فيها وبتركيز ولاحقا نستعرض ما يجب أن تكون عليه الجبهة الداخلية وهي البوتقة التي يتصاعد منها ذلك الجيش.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version