ونحن هنا لسنا فى مقام الدفاع عن الرياض، ولهذا فإن من التآمر وسوء المؤامرة أن تتهم الرياض بالتآمر على السودان وإنها وراء ما يجري من أحداث وذلك لعدة اعتبارات؛ أولها أن العلاقات بين البلدين طوال عقود ما عرفت أي نوع من هذا التآمر ولم يستجد أو يحدث ما يدعو الى ذلك، إذ أن الرياض تتمتع بمعرفة ودراية جيدة بالسودان والأوضاع فى السودان، والسودان بدوره يتشاور باستمرار مع الأشقاء هناك وهو بمثابة (كتاب مفتوح) مع القادة السعوديين.
الأمر الثاني أن الولايات المتحدة حتى ولو كانت تسعى للتآمر على السودان الذي استعصى عليها لعقود بتجربتها لكافة السبل لا يمكن عقلاً ومنطقاً أن يستعين بالمملكة العربية السعودية -مع فارق المكان والزمان- لكي يجري أي عمل ضار بالسودان، فعوضاً عن أن الرياض (لا مصلحة لها) فى ذلك، فإن طبيعة الدور السعودي فى المنطقة كما هو معروف ونحن فقط نذكر به يجعلها الدولة الأكثر حرصاً على استقرار دول المنطقة والنأي عن التدخل فى شئونها الداخلية.
الأمر الثالث أن هنالك بعض المحسوبين على الجنسية السعودية مثل الكاتب الصحفي الذي اشتهر بمناوئة الدول التى لا تيسير فى ركاب واشنطن وتل أبيب عبد الرحمن الراشد، والذي تسلم أكثر من مرة جوائز صهيونية لقيامه بأدوار (صعبة) أثارت إعجاب الكيان الإسرائيلي من الممكن أن يكونوا هم أدوات المؤامرة، فقد رأينا كيف شنت قناة العربية التى يترأس مجلس إدارتها عبد الرحمن الراشد هجوماً غير منصف وغير مبرر على السودان باستخدام معلومات مغلوطة وصور مفبركة بغية إعطاء انطباع أن الثورة فى السودان قد قامت ضد السلطة الحاكمة.
أمثال عبد الرحمن الراشد بإمكانهم مقاولة أي جهة أجنبية معادية للعالم العربي والإسلامي والقيام بعمل لصالحها وهم أناس لا ينظرون لأبعد من شق الجيب، هم دائماً عيونهم على أوراق البنكنوت الخضراء!
ليس من الصعب على رجل مثل عبد الرحمن الراشد أن يسعى للقضاء على علاقات السودان بالخليج وهو أمر مفهوم لدينا وموثوق وموثق.
سودان سفاري
[/JUSTIFY]