فقد ادلهمت الخطوب علي الأمة بجبال النوبة وزادت المرارة وكثرت الكوارث المتلاحقة عليهم وكذلك اشتد الظلام بجبال النوبة وخاصة علي المحتجزين بمناطق الحركة الشعبية والجبهة الثورية والنازحين علي أطراف المدن بالولايات المختلفة وعلي امتداد أرض الوطن وخارجه منذ 6/6/2011م وحتي الآن وقد اشتد أنين المعذبين وبكاء اليتامى والأرامل والأطفال المشردين فهل من نهاية لهذه المحنة بجبال النوبة؟ وما أن للفجر أن ينبلج بجبال النوبة أليس لهذا الليل المظلم من نهاية بجبال النوبة؟ لقد دعونا الله أخي تلفون في صلواتنا وقيامنا، وهو القائل (وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة:186 .
الإجابة سهلة وبسيطة أخي الحاج تلفون فقد وضع الله سبحانه وتعالي شروطاً للاستجابة وللنصرة ومن استكملها واستوفاها، صار أهلاً لتلقي الاستجابة والنصر المبين من المولي عز وجل ولقد وعدنا الله بذلك ولا يخلف الله وعدة قال تعالي (يا أيها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) محمد:7 ، فهل نحن مسلمي جبال النوبة نصرنا الله حقاً، قال تعالي (إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال) الرعد:11، فهل غيرنا ما بأنفسنا نحن مسلمي جبال النوبة لقد استكملت طلائع أجدادنا في الزمن الجميل شروط مسيرة الدعوة التي كانت قاصدة إلي الله تعالي بالمنطقة بالرغم من قلة ما كان في أيديهم من الإمكانيات المادية وغيرها.
وبذلك استحقوا نصر الله ونشروا الدعوة الإسلامية في كل مناطق 99 جبال النوبة وعبروا بها إلي جنوب البلاد آنذاك حتي وصلت الدعوة الإسلامية إلي دول الجوار الإفريقي انطلاقاً من جبال النوبة واختفت آنذاك مظاهر الوثنية والكنائس بتلك المناطق وقامت بجبال النوبة أكثر من 350 من المساجد والمدارس والمستشفيات والشفخانات ومحطات المياه والكهرباء وكل مظاهر الحياة المدنية بالإضافة للمجتمعات الإسلامية والمعاهد الدينية في كل من كادوقلي والدنلج وتلودي وأم دورين وكرتالا والنتل..الخ.
وفي المجال الزراعي قامت مؤسسة جبال النوبة العملاقة ومشاريع الزراعة الآلية الضخمة في كل من هابيلا كرتالا والفيو والبيضا وعدد ثمانية محالج لحليج أقطان جبال النوبة الشهير آنذاك في أسواق الدول الغربية والهند ومصنع النسيج بمدينة كادوقلي ومخازن الغلال في كل من العباسية والدبيبات والدلنج وتم تشييد الطرق والكباري وتمددت السكك الحديدية من الرهد حتي مدينة الدبيبات ومنها إلي نيالا وشيد معهد التربية بالدلنج لتخريج المعلمين جامعة الدلنج الآن والتي تحولت إلي ذكري منسية بموجب السياسات العشوائية للذين يقومون علي أمرها ولا يعلمون ما بذلنا من جهود من اجل ان تبقي هذه الجامعة منارة للعلم والعلماء والسلام في بلادنا السودان وفي جبال النوبة بصفة خاصة وكل هذه المظاهر الحضارية وغيرها التي لا يتسع المجال لذكرها جميعاً كانت بسواعد أبناء جبال النوبة في الزمن السابق الذين كانوا يعملون من أجل ان تبقي جبال النوبة موحدة في حظيرة الوطن والسودان.
علماً بين الأمم وليس من أجل قسمة السلطة والثروة وبذلك أخي الكريم استحقوا نصر الله لأنهم نصروه وبم ينتصروا لأنفسهم ولم يصبحوا تبعاً لها كما فعلنا واتبعنا نحن هوانا وكان أمرنا فرطاً، وإن كل مسلم يعلم أخي الكريم أن الطريق إلي نصر الله هو في زيادة درجة الإخلاص حتي تزداد قوة الإيمان بالله وتتحقق عبادة الله حق العبادة وتسلم القلوب وتزهد في الدنيا وتقبل علي الآخرة ويبيع أصحابها أنفسهم لرب العالمين وذاك انتصارهم عليها الذي يحقق به الانتصار علي الشيطان وجنده وخاصة في جبال النوبة ومن المواقف التاريخية الخالدة التي تجسد هذا المبدأ الجليل ومن أجل نصرة هذا الدين ما أقدم عليه صهيب الرومي عندما ترك كل ما يملك في الدنيا في سبيل السماح له بالهجرة الي المدينة المنورة لتلقي الدعوة من رسول الله (ص) حتي يعود إلي قومه وينشرها لهم بالتي هي أحسن حيث استقبله رسول الله (ص) في لأطرافها مرحباً بمن باع الدنيا قائلا له :(ربح البيع أبا يحيي ربح البيع أبا يحيي).
عفواً أخي اللواء تلفون بيع دنياك هناك في غربتك وتعال إلي وطنك السودان وإلي جبال النوبة بصفة خاصة لتقود معنا قوافل الهجرة إلي المنطقة القاصدة لله سبحانه وتعالي حتي نعيدها إلي منارة الإسلام وإلي أجواء السلام والاستقرار وإلي سيرتها الأول وهنا نذكركم من علي البعد أن المشير رئيس الجمهورية قد برأنا نحن شعب جبال النوبة من الحروبات والأحداث الدامية وغيرها التي تشهدها ولاية جنوب كردفان الآن بل أكد بان النوبة مظلومين وخاصة في مناطقهم الأكثر تأثراً بالحروبات وغيرها جاء ذلك في خطابه الوطني عبر الفضائية السودانية والفضائيات العالمية الأخرى في ليلة تحرير أبو كرشولا ولكن للأسف الشديد قيادتنا بالداخل وانتم بالخارج لم تستفيدوا من هذه الشهادة شهادة البراءة الصادرة من قيادة الدولة في حقنا نحن أبناء جبال النوبة وظلوا صم بكم وهم لا يعلمون ولا يعقلون ولا حول لنا ولا قوة إلا قوة الأيمان بالله نحن عامة أهل جبال النوبة إننا أخي الكريم في حاجة للسلام والاستقرار بجبال النوبة ويجب أن نختلي بأنفسنا ونفحص إيماننا فما استطاع أبناء مدرسة النبؤة رغم جوعهم وقلة عددهم وعدتهم أن يفتحوا الدنيا لولا إيمانهم بربهم وهدفهم أيماناً راسخاً كالجبال هلموا إلينا لنتعاون معاً في سبيل الله ونهاجر إلي جبال النوبة من اجل تحقيق السلام والاستقرار وأنا علي ثقة من نصر الله لنا وأن القيادة العليا بالدولة برئاسة البشير ستدعم هذه المسيرة من أجل ان تعود جبال النوبة إلي حظيرة الوطن وقد ظل ومنذ فجر الإنفاذ وحتي الآن يدعم قضية جبال النوبة بلا حدود وفي كل مجالات الحياة المختلفة.
ونحن علي ذلك من الشاهدين من بعد الله سبحانه وتعالي ولكننا للأسف نفتقد نحن النوبة لقيادات حقيقية تقوم بترجمة تلك الدعومات لصالح أهل المنطقة وكان أمرنا فرطاً قال تعالي”(الذين قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) أل عمران :173، اللهم إني بلغت اللهم فأشهد وأنت خير الشاهدين، والله من وراء القصد.
صحيفة ألوان
كندة غبوش الإمام