فردَّ حاج حضر ببرود: بخمسة وعشرين جنيه!!
فقال شنباوي: ممكن تديني ربع كيلو؟!
فردَّ حاج خضر بضيق: ما بنبيع أقل من نص كيلو!!
فقال شنباوي بغضب: طيب كيلو العضم والشخت بكم؟؟
فردَّ حاج خضر ببرود: بعشرة جنيه بس!!
فقال شنباوي: يا أخي عضم وشخت بعشرة جنيه ليه.. دا الجزارين كان بدو العضام للكلاب!!
فردَّ حاج خضر: كان.. كان.. وكل شيء بقى عندو تمن وبعدين العضم والشخت بوزن في الميزان نص كيلو كامل!!
فقال شنباوي باستسلام: اديني نص كيلو عضم ولو سمحت.. لو سمحت خت لي فيهو حتة شحمة عشان الأولاد حيموتوا من الجوع!!
فحمل شنباوي العضام ورجع بها للبيت.. فسألته فوزية: دا شنو يا شنباوي.. إنت يا راجل بتهزر ولا شنو؟؟
فقال شنباوي بضيق: اعملي شوربة من العضام دي وختي الشحمة دي بدل الزيت لزوم الطعم وأنا ماشي أجيب رغيف خلي الأولاد يفطروا بشوربة و…!!
قاطعته: يفطروا ولا يتغدوا الساعة حسع تلاتة!!
فذهب شنباوي وأحضر الرغيف وعاد ووجد الأولاد في انتظار وجبتي الفطور والغداء التي أصبحت وجبة واحدة وبعد هذا كله بعضام كانت تعطى فيما سبق للكلاب وتحت وطأة الجوع الشديد اضطر الأولاد لأكل الرغيف بشوربة العضام!!
وشعر شنباوي بالضيق الشديد للحالة التي آل إليها حاله وحال أسرته.. وكان وقت العشاء فحضرت فوزية وقالت له: الأولاد المساكين أكلوا ولا شربوا ما عارفة شوربة العضام.. أها العشاء كيف ؟
فقال شنباوي:حأشوف حل للمشكلة دي!!
وخرج شنباوي وعاد بعد عدة ساعات وهو يجر خلفه ماعز بوليدها.. فسألته فوزية بدهشة: دا شنو يا شنباوي جايب لي غنماية اعمل بيها شنو؟
فردَّ شنباوي بحماس: غنماية ختيت فيها كل ما أملك لكنها الحل النهائي لمشكلتنا ما شايفة ضرعها مليان لبن.. خلاص الفطور والعشاء لبن مع رغيف حار و لبن صافي البعجبكم والغداء اللَّه يستر معانا يوم عدس ويوم بليلة!!
فالتف الأولاد حول الماعز وهم فرحين بينما قالت فوزية لشنباوي: الحاجة أم الاختراع غلبتني يا شنباوي مادام أولادك راضين!!
وفي اليوم التالي مرَّ بحاج بابكر فقال له بسخرية: عندك فول يا حاج خضر!!
فردَّ بحماس: أيوه!!
فقال شنباوي بسخرية: الفول فولك يلا اتهنأ بيهو!!
واكلو براك..نحن خلاص براءة من الفول وخليناهو ليك اتكبر واتجبر زي ما عاوز والطيور على أشكالها تقع!!
يوميات ساخرة – الوطن
[email]samird4d@hotmail.com[/email]