حاول طه ان يضيف لنفسه خلال ذلك الحفل اكثر من سعيه للاضافة لشريحة الاطفال، فقد غنى في البداية اغنية على مااعتقد ان اسمها (مابمشي الدكان) وهي بالفعل اغنية اطفال جميلة، لكننا تفاجأنا به يقوم بتقديم اغنية اخرى بعنوان (انا وحبيبي) ويصرح بكامل قواه العقلية انها تأتي ضمن سياق اهتمامه بالاطفال، وهنا دعوني اسأل طه سؤالاً مباشراً وهو ماهي علاقة العشق والغرام والهيام بالاطفال..؟؟…وكيف ستخدم اغنية يقول مطلعها: (رجعنا تاني نحب بعض..انا وحبيبي..رجعنا اكتر من زمان..وأسر قليبي)..؟؟..بل ومن اين استمد طه الجراءة ليقدم تلك الاغنية في حفل جماهيري يشاهده الملايين ويتمسك بأنها احدى (اختراعاته) ومساهماته في عالم الغناء للاطفال…؟؟
الغناء للاطفال عزيزي طه سليمان يتطلب الكثير من المقومات والعناصر التى اظن انك لم تدركها بعد، وفي مقدمتها ان تتجرد انت كفنان من أي مصلحة او تحقيق نجاح على حساب اولئك الصغار، وهو الامر الذى غاب عنك تماماً وانت تغني وسط الاطفال للمحبوبة، وترسخ بشكل غير مباشر لمفاهيم الحب والعشق داخل قلوب اولئك الصغار الذين يرددون خلفك ابيات تلك الاغنية دون ان يعلموا ماذا يقولون، ولكنهم بالمقابل يحفظون مارددوا، وهو امر خطير ان يحفظ طفل صغير عبارات لايفهمها، والاخطر من كل هذا ان يتعرف طفل صغير لم يتجاوز العاشرة على عبارات الحب والغزل، بدلاً من ان يتعرف على عبارات التعامل والاخلاق الحميدة. جدعة: تربطني بطه سليمان علاقة صداقة، ولعل هذه العلاقة هي التى تحتم علينا ان ننبهه الى مواضع الخلل في مسيرته الغنائية، بداية باغنياته المثيرة للجدل، ونهاية بمحاولاته إدراج الاطفال ضمن تجربة هي اكبر منهم بكثير ولا تستوعب على الإطلاق براءتهم وسنهم الحقيقي. شربكة اخيرة: عزيزي طه (الضرس)…ليتك تنتبه لمواضع (التسوس) قبيل ان تجد نفسك مضطراً لـ(القلع).!
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة الأهرام اليوم