في أيام الاحتجاجات الأخيرة بالخرطوم نشر علي نطاق واسع في تلك الوسائط ان نجل احد الوزراء ضبط بمطار دبي وهو يحمل كذا مليون دولار في شنطة وان السلطات هناك أخضعته للتحقيق وامتدت الرواية فأدخلت شركاء في المسألة من بينهم بنك السودان ووزراء ومسؤولون آخرون وقطعاً فإن مقصد صناعة تلك الأكذوبة في ذاك الوقت كان يهدف الي إظهار ان النظام ينهار وان أبناء المسؤولين يهربون للخارج بغنائم البلد ورغم ان القصة المضروبة بالطبع نشرت بالأسماء وحددت الشخوص فإن أحداً لم يتحرك ممن يعنيهم الأمر حتي وصل لدرجة ان احدي صحف الخليج نشرت القصة كتقرير بفرضية صحة الواقعة.
قصة أخري تتحدث عن منحة حج طالت عدداً من الجنرالات والمسؤولين والقيادات من مختلف القطاعات زعم القاص ان طائرة خاصة حملت هؤلاء المكرمين محرمين الي الأراضي المقدسة ولكي يثبت صحة الأقصوصة قدم كشفاً بقائمة المدعوين الذين قال ان من بينهم الأخ محمد النبهاني الشيخ الهلال الأحمر الذي اضطر عبر وسيط لتنبيه الناشرين في احدي مجموعات الـ(فيسبوك) انه في (أبها) التي هاجر إليها متعاقداً مع احدي الجامعات أو المؤسسات وانه لهذا لا يمكن ان يكون في المنحة ورغم هذا الإيضاح فقد أصر الناشر علي سرد القصة ومواصلة الغمز واللمز.
تعودنا في مثل هذه المواقف ان سعيت للحقيقة واتصلت بذاك الوزير أو احد مساعديه فالراجح ان يتصدي لك احد مديري المكاتب هذا إن رد علي هاتفه ويقلل من المسألة ويفتي بأن سيادة المسؤول مشغول ولا يمكن له الرد علي هذه الترهات رغم إن الأمر هنا يتجاوز شخص الوزير الي سمعة بلد ولا أقول هذا قياساً علي واقعة دولارات دبي وإنما لكثير يجعل الباحث عن الرواية الصحيحة يصطدم بحواجز وموانع تجعل آخر الأمر الساحة نهباً لشائعات موضوعة تنتهي في الغالب لما يمكن تسميته شيطنة المسؤولين عن هذا البلد وإظهارهم وكأنهم سماسرة أو رجال بيزنس فاسدين.
تخطئ الحكومة وحزبها الحاكم كثيراً ان هي عدت منشورات الانترنت محض هراء وثرثرات مدونين لأنه ببساطة صار مورداً يغذي كثيراً من الوسائط والصحف ولأنه يحظي بمتابعة عريضة واهتمام متزايد من مكونات اجتماعية وثقافية صارت تترابط عبر شبكات اتصال تشكل لها عبر النشر والتدوين مواقفها في كثير من القضايا والأحداث.[/JUSTIFY]
بقلم: محمد حامد جمعة
سودان سفاري
ت.ت