من هنا رأت الأوتار أن تفتح هذا الملف المسكوت عنه وأن تحذر من مغبة التمادي في الاستخدام السالب لهذه التقنية التي وفرت بالاتصالات شبه المجانية عبر الاشتراك في النت الكثير من الصرف علي الاتصالات التقليدية التي تنتهجها الشركات العاملة في هذا المجال.
ويري مراقبون لما يجري أنه كان في الإمكان استخدام هذه التقنية المتطورة ايجابيا في الدراسات والأبحاث العلمية والعمل بدلا من الانجراف بها سلبيا بالبحث عن انتهاك الخصوصيات وبث الصور الفاضحة والعبارات الجارحة التي لا تتوافق مع العادات والتقاليد السودانية ولكن قبل أن ندلف لأراء المراقبين والخبراء وعلماء النفس والاجتماع ورجالات القانون دعونا نقف وقفه تأملية مع بعض الفتيات والمتزوجات حول التعامل مع موقع التواصل الاجتماعي الواتساب وكيف يتعاملن مع ذلك الشخص الغريب الذي يتصل عليهن أو يبعث لهن بالرسائل الخادشة للحياء العام والصور المخلة بالآداب العامة خاصة وأن الهواتف السيارة أصبحت تختصر للناس المسافات في كل إنحاء العام من خلال الضغط علي الزر الأخضر أو إرسال الرسائل الصوتية أو النصية أو التحدث بشكل مباشر عبر الاسكاي بي ووسائل اتصالية أخري توفر لك فرصة التواصل المباشر.
وقال عبدالله يوسف المحامي : من الملاحظ في استخدام التقنية الحديثة بصورة عامة والواتساب علي وجه التحديد أن هنالك صوراً فاضحة يتم تداولها دون الامتعاض منها بل يذهب البعض إلي ابعد من ذلك بالاحتفاظ بها في أجهزتهم ومن ثم تداولها بين الأصدقاء وكأن ذلك الصديق قد حقق انجازاً فيما يضعها البعض الآخر كخلفية لهاتفه السيار أو جهاز اللاب توب أو الكمبيوتر وإلي أخره من الاستخدام السيئ فالكثير من الشباب من الجنسين أدمنوا مثل هذه السلوكيات المنافية للعادات والتقاليد السودانية التي لا تنفصل عن الدين الإسلامي كما أن القانون يعاقب علي مثل هذه الصور الفاضحة أو الرسائل الخادشة للحياء .
أما الطالبة الجامعية المنقبة وجدان فقالت : مما لاشك فيه أن الوسائط الالكترونية المتطورة أضحت من أكبر المهددات لأمن المجتمع خاصة ما نشهده من تطور كبير في أجهزة الهواتف النقالة التي أنتجتها الثورة التكنولوجية الهائلة التي بدأت تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامات الشباب من الجنسين بحكم أن اقتناء الموبايل مثلاً الجلكسي أو الايفون أو إلي أخره مما أنتجته الشركات المتنافسة في هذا السوق الرائج مظهراً من المظاهر الاجتماعية التي يتباهي بها وعليه أضحي لا غني عنه رغم السلبيات التي فيه وهي واحدة من الأسباب التي جعلتني أقاطع تلك الوسائط بما فيها الواتساب لأسباب تطرقتم أنتم لها في سياق هذا الملف الساخن والهادف.
وأضاف الدكتور محمد زين الخبير في القانون الدولي قائلاً : لابد من التأكيد بأن للوسائل الاتصالية فوائد كثيرة وهذه الفوائد تصب في الإطار الإيجابي ولكن في نفس الوقت نجد أن هنالك سوالب تتطلب توعية وتثقيف النشء والشباب من الجنسين بخطورتها فهي دون أدني شك منتشرة والغرض من انتشارها جذب من أشرت إليهم بغرض طمس الهوية وإفساد الأخلاق في المجتمعات العربية والإسلامية بصورة عامة ولاسيما فالسودان ليس بمنأى عنها فهي يتم تداولها بشكل مقلق عبر الواتساب فالصور الفاضحة والرسائل الخادشة وجدت ضالتها في هذه الخدمة التي ظهرت في السودان مع ظهور الهواتف المتطورة وربما مثل هذه السلوكيات ساهمت في انتشار ظواهر أخري في المجتمعات لذلك يجب أن تتم مراقبة النشء والشباب من الجنسين حتى لا يقعون فريسة لمن يستهدفونهم بهذه الوسائط.
وقالت الباحث في علم النفس سلافه : لقد أصبحت الظاهرة مقلقة جداً للكثير من الأسر التي لا تدري كيف تراقب أو تضبط الأبناء الذكور أو الإناث الذين يستخدمون التقنية الحديثة وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي أبرزها بعد الفيس بوك (الواتساب) وهم من خلال الواتساب يعمدون إلي محو الصورة الموجبة بالصورة السالبة مما جعل من هذه الظاهرة مهدداً خطيراً لأمن المجتمع خاصة وأن هنالك صوراً فاضحة يتم تداولها بشكل مزعج جداً لما تحمله هذه الصورة أو تلك من إشكاليات في المستقبل القريب أو البعيد.
وقال هاشم عمر مهندس متخصص في صيانة الهواتف : الموبايل علي اختلاف نوعه وماركته فهو في المقام الأول والأخير فيه الجوانب الايجابية والسلبية وبالتالي يتوقف ذلك كله علي استخدام الشخص له خاصة وأنه وسيلة اتصال لا غني عنها مهما أفرزت من ظواهر سالبة في المجتمعات.
الخرطوم : سراج النعيم
[/JUSTIFY]