في الفترة السابقة عندما ضرب الجوع مقاطعة كبويتا، قامت الدنيا و لم تقعدها، قياماً كنا نتمنى ان يكون قبل و قوع الجوع، و هرع المسؤولين و تسابقت التصريحات ترمي اللوم جلها على الموسم الزراعي و الجفاف إسوءة بالفترات السابقة التي ضربت فيه الجوع ثلاثة ارباع البلاد اي سبعة ولايات بحالها فكان اللوم ايضاً للجفاف و الموسم الزراعي، ولو كان الموسم الزراعي إنسان لنطق و قال إنني لست بملام إنما الحكومة هي الملامة لانها ببساطة ليست لها سياسة زراعية على ارض الواقع اكرر على ارض الواقع و ليس ارض(الورق). ها نحن اليوم نعود و مازلنا في ذات المنوال، فيضرب الجوع من جديد مقاطعة فشلا ويرمي محافظ المقاطعة باللوم على الموسم الزراعي و الفيضانات التي تسببت في فشلها بتدمير الحقول(البسيط الفي). لا ادري متى تنتهي هذه الدوامة الغريبة، ولا ادري ماذا تفعل وزارات الزراعة في الولايات، و كيف لحكومات ان ترمي جل أملها في إطعام المواطنين على مستوى الموسم الزراعي و إنتظار الإمطار(الجاية من الله) والتي قد تمطر بكثافة فتفسد الزرع او تمطر(على كيفها) فتفسد الزرع ايضاً؟، وكيف لحكومات الولايات و خاصة وزارات الزراعة ان توكل امرها لله، وتنتظر الفيضانات و السيول.. الخ من كوارث؟، فماذا يجري في مكاتبها( قعدين ساي)، لا خطط، لا برامج، لا تحوطات لا بدائل؟.
في الواقع الحكومة تتحمل كل المسؤولية تجاه معاناة المواطنين جوعاً الان في مقاطعة فشلا بولاية جونقلي مثلما كانت هي المسؤولة عن الجوع الذي ضرب المواطنين في كبويتا من قبل، وكذلك الفجوة الغذائية التي ضربت الولايات السبع في الفترة الماضية، فقط لانها حكومة لا تتعلم من اخطائها. حكومة اشبه بالبوليس في الافلام الهندية والذي يأتي بعد ان انتهاء المعركة و مات من مات. لكن في هذه المرة يبدو ان الأزمة مزدوجة و تحتاج لاكثر من لفتة نظر، فإذا كان ياو ياو قد اصبح عنصرا جديدا في لعبة الجوع و التشريد بدلاً ان كان العنصر الوحيد هو الموسم الزراعي، فقد اصبح الامر معقد، وها هم المواطنين مشردون و الجوع يفتك بهم و المنقذين دائماً(المنظمات الإنسانية) غير قادرون على الوصول إليهم، لان ياوياو هنالك قد اغلق الطرق، فماذا الحكومة فاعلة، فهل ستظل مكتوفة الايدي؟.
صحيفة المصير