الكلمة ستكون للنساء

الكلمة ستكون للنساء
[JUSTIFY] أصبح ممكنا من الناحيتين العلمية والعملية اختيار جنس المولود عن طريق انتقاء الحيوانات المنوية التي تحمل صبغات الذكورة أو الأنوثة، ومن المؤكد أن العيادات التي تقوم بإجراء تلك العمليات تستقبل طوفانا من العرب بوصفهم الأمة الحريصة على تقاليد الأجداد الذين كانوا يتخلصون من البنات بالإعدام دفنا حتى الموت. فلأن العرب أمة من المغاوير الأشاوس، فإن رجالها لا يحبون إنجاب البنات.. والزوجة التي تنجب البنات فقط مصيرها الطلاق أو الضرّة، أي منافسة أخرى لها، يعني يتم تحميل الزوجة وحدها وزر إنجاب البنات، أما الرجل فبريء من تلك التهمة «البشعة»، وكأنما الزوجة تنتقي عيالها من أرفف المتاجر. ولعلكم قرأتم ما فعله ذلك الفحل العربي في مطلع هذا العام (٢٠١٢) عندما أنجبت زوجته بنتا فقتلها بمساعدة والدته.. انس حكاية أن والدته بنت أو كانت «بنتا»!! فعندما سألت الشرطة ذلك البغل عن سبب قتله زوجته قال إنه سبق أن حذرها مرارا بعدم إنجاب بنات، ولكنها «عنيدة وما تسمع الكلام وجابت بنت فكان لازم أثبت لها ان الكلمة كلمتي وحكمت عليها بالإعدام كي لا تنجب لا بنات ولا أولاد».

ولكن العلم الذي جعل التلاعب بالأجنة ممكنا، انتصر للمرأة العربية ولو عن غير قصد، كيف؟.. مادام من الممكن ان تختار الأسرة جنس المولود المرتقب فمن المؤكد انه ما من رجل عربي سيفكر في إنجاب بنت.. أو في أفضل الاحوال لن يفكر في إنجاب أكثر من بنت واحدة لتساعد أمها في شغل البيت ولتدرّ بعض العائد المالي عندما يدفع أحدهم مهرا باهظا نظير الزواج بها!!.. ومعنى هذا ان النساء العربيات سيصبحن جنسا مهددا بالانقراض مما يتطلب إقامة محميات طبيعية لهن تحت إشراف دولي!! ومعنى هذا أن المعروض من النساء سيكون أقل من الطلب عليهن، وبالتالي فلن تبور امرأة، ولن تكون هناك عنوسة! حتى النساء في سن الستين سيجدن من يدفع لهن مهورا بمئات الآلاف.. وسيكتب الشعراء القصائد في النساء اللائي تجاوزن السبعين: عندما رأيت شيبها الوقور.. لم أعد بحاجة إلى فطور.. امتلأ القلب بدفقة الشعور.. وسرت ساهما «مكسرا» إشارة المرور.. يا لوجهها المشع يا لجلدها المكرمش.. ها قلبي المسكين قد تقرمش.. لمل سمعت قولها «في المشمش»! وقد نبهت مرارا في مقالاتي إلى أن الصين والهند تعانيان عجزا في ميزان المدفوعات لصالح الرجال لان عدد الرجال أكبر من عدد النساء، وبالتالي صار بإمكان صينية في وسامة معمر القذافي وأناقة شعبولا، أن تتدلل و«تنقّي» وتختار من بين الخطاب، وصار الشبان الصينيون ينشرون إعلانات في الإنترنت لرغبتهم في الحصول على عرائس أجنبيات، وعلى أي بنت تعتقد أنه لا بأس في الزواج بصيني أن تتأكد مما إذا كان أصليا أو «مقلدا».

وإذا كان مجرد توقع الندرة في النساء قد جعل شخصا أعجميا مثلي قادرا على ارتجال مثل تلك القصيدة العصماء أعلاه، فلكن يا نساء أن تتخيلن ما يمكن أن يقال فيمن هن في الأربعين والخمسين، وفيما يمكن أن يدفع مهرا لمن هي دون الثلاثين، وشيئا فشيئا ستصبح النساء آمرات ناهيات، لأن الحسم في قرار الزواج من عدمه سيكون بأيديهن! وتختار بنت الخمسين شابا في العشرين يكون أبوه قد مات تاركا له الملايين.. وتتسلم البنت الواحدة نحو عشرين سي في من الشباب الراغب في الزواج وتشكل لجنة لفرز الطلبات ثم تجري معاينات (إنترفيو) وعندها فقط سيعرف الرجال العرب كيف جنوا على أجيال المستقبل بإنجاب أولاد فقط بمساعدة البقالات الطبية.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

Exit mobile version