وقال مسؤولون بالمجال الطبي ان نحو نصف القتلى الفلسطينيين في أحدث اقتتال بالقطاع مدنيون.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت خلال اجتماع لمجلس وزرائه بالقدس “تقترب إسرائيل من تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها” دون أن يذكر إطارا زمنيا لإنهاء الحرب الدائرة منذ 16 يوما.
وأضاف “لكن الأمر مازال يحتاج لصبر وعزيمة وجهد لتحقيق تلك الأهداف على نحو يغير الوضع الأمني في الجنوب” مشيرا الى الصواريخ التي مازالت تطلقها حماس على البلدات الاسرائيلية.
وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية ( حماس) ان الحركة لن تفكر في هدنة إلا بعد ان تنهي اسرائيلي هجومها الجوي والبحري والجوي وترفع الحصار عن قطاع غزة. وأجرى وفد من حماس محادثات في القاهرة بشأن خطة مصرية للهدنة.
ووصفت اسرائيل قرارا لمجلس الأمن الدولي يدعو لوقف إطلاق النار بأنه غير قابل للتنفيذ. وهي تريد وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود وترتيبات لضمان أن حماس لن تتمكن من إعادة تسليح نفسها من خلال أنفاق التهريب تحت الحدود مع مصر.
ومن المقرر أن يزور مسؤول بوزارة الدفاع الاسرائيلية مصر يوم الاثنين سعيا لإتخاذ إجراءات أشد لمكافحة عمليات التهريب. وذكرت مصادر دبلوماسية ألمانية أن برلين عرضت إرسال متخصصين الى مصر الأسبوع القادم لبحث سبل تحسين الأمن على الحدود وأن رد القاهرة كان إيجابيا.
وبدعم من الطائرات الهليكوبتر دخلت القوات والدبابات الاسرائيلية أجزاء بشرق وجنوب مدينة غزة وواجهت نشطاء من حماس أطلقوا صواريخ مضادة للمدرعات وقذائف مورتر.
وقال مسؤولون طبيون في غزة ان 869 فلسطينيا كثيرون منهم مدنيون قتلوا منذ بدء الهجوم في 27 ديسمبر كانول الاول. وتظهر الارقام الرسمية الاسرائيلية أن عدد القتلى الاسرائيليين بلغ 13 هم ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم بسبب الصواريخ وعشرة جنود.
وفي واشنطن قال الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما في تصريحات مُذاعة انه سيبدأ السعي لإقرار سلام في الشرق الأوسط فور توليه مهام منصبه مضيفا أن صراع غزة شدد على عزمه أن يتولى الأمر فور تنصيبه.
وقال عاملون بالمجال الطبي ان اقتتالا جديدا بالشوارع أسفر عن مقتل عشرة مسلحين. وقتل ثلاثة نشطاء آخرون وعضو بقوة شرطة حماس في ضربات جوية اسرائيلية.
وذكر مسؤولون طبيون أن القوات الاسرائيلية قتلت 13 مدنيا منهم أربعة من أُسرة واحدة وأن القصف الاسرائيلي لقريتين جنوبي مدينة غزة أشعل النار في 15 منزلا.
وقال الجيش الاسرائيلي انه هاجم مسجدا يستخدم في تخزين السلاح كما هاجم عشر مجموعات من المسلحين وثلاثة مواقع لاطلاق الصواريخ ومنزل أحد القادة العسكريين لحماس.
وفي القدس قال أوفيد حزقيل أمين مجلس الوزراء الاسرائيلي ان قادة حركة حماس يختبئون في مقار بعثات دبلوماسية أجنبية وفي مستشفيات ومخابيء في غزة للافلات من القوات الاسرائيلية. ولم يحدد البعثات الاجنبية.
وعلى مشارف مدينة غزة نجا محمود أبو حصيرة بعد انهيار منزله الواقع في منطقة اشتبكت فيها الدبابات وقوات المشاة الاسرائيلية مع مقاتلين فلسطينيين قبل ساعات.
وتساءل “أين سأنام أنا وأطفالي.. في الشارع.. لا نملك أغطية ولا مواقد ولا طعام ولا ماء. كل شيء ضاع.”
ورغم تراجع الهجمات الصاروخية الفلسطينية عبر الحدود قالت الشرطة ان صاروخين سقطا يوم الاحد على مدينة بئر السبع على بعد 42 كيلومترا من الحدود كما سقطت أربعة صواريخ على الاقل على تجمعات سكانية أخرى. وسبب ذلك بعض الاضرار المادية لكنه لم يسقط قتلى أو جرحى.
وانعقد مجلس الوزراء الاسرائيلي لاجراء مناقشة من المتوقع أن تشمل “مرحلة ثالثة” ممكنة للهجوم الذي سيقتحم فيه الجيش مناطق حضرية في غزة.
وقال أولمرت ان اسرائيل “يجب ألا تفقد في اللحظة الاخيرة ما تحقق من خلال جهد وطني لم يسبق له مثيل.”
وعلى الرغم من قول القادة الاسرائيليين انه تجري ابادة كتائب بأكملها من حماس قال مشعل المقيم في دمشق ان القوات الاسرائيلية لم تحقق شيئا وتحدث عن مواصلة اطلاق الصواريخ.
وأثارت العمليات الاسرائيلية إدانة من الصليب الأحمر ووكالات الأمم المتحدة والحكومات العربية والأوروبية.
وناشدت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان والتي يقع مقرها في نيويورك اسرائيل وقف استخدام ذخائر الفوسفور الابيض في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بقطاع غزة قائلة انها يمكن أن تسبب حروقا بالغة للسكان وتشعل النيران في بنايات وحقول.
وقالت المنظمة أن الفوسفور الأبيض يستخدم على الأرجح لتكوين سحابات من الدخان ووصفت هذا بأنه “استخدام مسموح به من حيث المبدأ وفقا للقانون الدولي”.
لكنها أشارت أيضا الى صور نشرتها وسائل الاعلام لمقذوفات تحتوي على الفوسفور الأبيض وهي تنفجر في الجو قائلة انها يمكن أن تنشر أبخرة قابلة للاشتعال فوق منطقة قطرها بين 125 و250 مترا حسب الارتفاع الذي يحدث عنده الانفجار.
وقالت اسرائيل انها لا تستخدم سوى الاسلحة التي يسمح بها القانون الدولي واتهمت حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أوسع الصحف الاسرائيلية انتشارا عن يواف جالانت القائد العسكري المشرف على هجوم غزة قوله انه يريد موافقة من الحكومة على الاستيلاء على أجزاء من القطاع.
ونسبت اليه الصحيفة قوله “اذا لم نفعل هذا فستفوتنا فرصة تاريخية.”
ونقل عن جالانت قوله أيضا ان إنهاء الهجوم الآن سيتمخض عن هدوء يستمر “لسنوات” على حدود غزة لكنه قال ان حركة حماس ستستأنف حشدها العسكري وستحصل على صواريخ يمكنها الوصول الى تل أبيب.[/ALIGN]