كيف تعد إنساناً للوطن!
لا نريد أن نخذل ونقول إن حماسة الكثير من الشباب فاترة تجاه الاحساسات الوطنية.. لا والله فهذه البلاد مصطفاة بإنسانها في الغالب الأعم الذي يعرف متى يتنادى عند الشدة، وعندما يكون الوطن واجب الذود عن الحياض والحمى.. ورغم ذلك لا يعرف البعض أن حب الوطن يتربى في دواخل الأبناء مثلما تتربى فيهم القيم الأخرى، التي تتعلق بالحياة كلها.. لا يكفي أن تزرع جرعات المدارس ومواقع الدرس داخله كل بذور وشتلات الوطنية.. والوطنية تبدأ من عند الولاء للبيت والأسرة، وتنداح إلى أرحب المعاني، فالذي تحتضنه الأسرة في أجواء صحيحة معافاة، يكون قابلاً لأن يكون وطنياً خالصاً.. فبذرة الوطن لا تنمو إلا برعايتها وإروائها من مياه النفوس الذكية.. أن تحب الوطن مكاناً زماناً وإنساناً.. فمن يعرف قيم «حوى بيته» يعرف قيمة الشارع والمواقع والأرض عموماً، وما يدور فيها من حراك الإنسان، ويستوعب ذلك بروح تتسع من بؤرة دواخله العميقة إلى أبعد من ذلك الحد، لمرحلة أن يفدي الآخر بنفسه ودمه.. وهكذا تخرج للمجتمع إنساناً وطنياً خالصاً بفطرة وممارسة راشدة دون أن تحتاج لدفع خارجي.
الغابة!
هناك من يطبع في مخيلة الأطفال أن الوطن كالغابة.. الأسد فيها الحاكم الناهي، وبقية الحيوانات ما بين المكر والظلم تتجاذب حياتها.. فينشأ وذهنيته تبحث عن حال الأسد أن يكون قوياً ظالماً.. آكلاً للحوم ولا يتقبل أي صورة لحيوان أليف أو طائر صداح.. وعلى ذلك تتوزع الأدوار في الحياة، في رغبة دفينة للكل أن يكون قائداً أو ملكاً.. المهم ألا يكون أقل من ذلك.. وحسب ظروف الحياة فإنها لا تحتمل أكثر من أسد، أو قائد في الموقع الواحد، لذا يتفنن الطامحون في الاستئساد في خلق دوائر يسيدون فيها، ولو في شكل حيازات بشرية محدودة، تسمح بممارسة الظلم والحكم وأكل اللحوم، خاصة إن كانت هذه الدوائر تنغلق على أناس ناعمي الحراك، أليفي المعشر، كما الحيوانات الأليفة تماماً.. ولكن يبقى السؤال الكبير قائماً.. من يحمي الغابة كبرت أم صغرت؟ الأسد أم مجموعة الحيوانات الأليفة؟ عندما تتضافر في طيف من الاتحاد الأليف القوي.
آخر الكلام
نزعة التملك والسيادة قد تكون أحياناً سبباً في تأخير الجموع إذا ما كانت بلا بوصلة واضحة الاتجاهات، لا تأخذه الحركات للتغيير المتكرر للمواقف، فيبعد بذلك مفهوم الانضواء تحت اللواء..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]