بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وصحبه أجمعين والسلام عليه وعليهم أبد الآبدين .
المواطنون الكرماء :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
أمةُ الإسلام جميعاً تغمرهم اليوم غبطةُ بالغة ، وفرحُ عميم ، بحلول هذه الذكري السنوية الماضية إلي يوم الدين ، ذكري الحج العظيم ، موسم شحن النفوس بقوى الإيمان وطاقته ، لمواجهة محن الزمن ، ابتلاءات التاريخ ، إنه موسم التضرع والخشوع والتقارب الحميم بين جموع المسلمين ، والتوادد والصفح والسلام . نحتفل اليوم بذكرى عظيمة ، تهفو القلوب إلي الكعبة المشرفة ، منارة الهدى ، شمس الدجى مصباح الكون ، وتزداد صلة الوصل بين الأرض والسماء ، كعبة مشرفة تلوذ بها الأرواح وتعود إليها النفوس ، أرواح طافحة بالإيمان نحو خالق الكون ، ونفوس طامحة إلي نيل الرضوان ، والحج إلي بيت الله سبيلٌ لزيادة التقوى ، والوقاية من الشرك ، ونظام الإسلام الأخلاقي والتربوي قائم على التقوى ، التي بفضلها تنفتح وسائل الخير ، وتوصد أبواب الشر ،
ومن نال التقوى نال ينابيع الخير واليمن والبركات .
المواطنون الكرماء :
أمة الإسلام القاصدة دوما إلي ورود الحوض والكوثر ، والمتقربة بالأضحيات كل عام لتنال خير الدارين ، تسعد اليوم بعيد الاضجي المبارك ، تسعد اليوم بعيد الاضحي المبارك ، الذي تتجلى فيه أنوار الرحمة بين المسلمين ، وتتصافى قلوبهم ، وتتحد قواهم ، وتتآلف أرواحهم ، وما اجتمعت الأمة الإسلامية إلا على أصول الإسلام إجمالاً صلاة ، وزكاة ، وصياماً ، وجهاداً ، وتسليماً مطلقاً له تعالى ، وتفضيل هديه وهدايته على هوى الإنسان ، وصبراً على نهج الاستقامة بوجه مفاتن الدنيا وزخرفها ، وصبرا على أداء الطاعات واجتناب المعاصي ، وصبراً على البلايا الأرضية والسماوية وتحمل المصائب والنوائب ، بقضاء الله وقدره . وفي الحج عظةٌ وتذكير عن قصد الاستقامة على صراط العدالة الإلهية ، وقطعٌ لعلائق القلب عما سواه تعالي . ومثلما الكعبة بيت الله الحرام ، فالقلب كذلك بيت الله يتطهر عما سواه ، لذا علينا أن نصون قلوبنا ، ونملأها باليقين والإيمان وأن تكون صلاتنا ميلا حقيقياً إلي الله ، ومعراجاً معنوياً موصلاً إلي توحيده ، وان نفوض أمورنا كلها إلي الله ، ونعتقد أن الأمر كله لله ، والملك كله بيد الله . .
المواطنون الكرماء
واجبٌ علينا جميعاً أن نعلن النفير العام لمل الفراغات الإيمانية في كياننا الفردي والمجتمعي ، وإصلاح العلاقة مع الله ، وإزالة نقاط الضعف ، وأن نتمثل إسلافنا ذوي القلوب الكبيرة الشجاعة ، المملؤة حباً ورقةٌ ، وان ننذر أنفسنا للخير ، وإلا نبتعد عن جذورنا الروحية والمعنوية والتاريخية ، وأن نحافظ على هويتنا وشخصيتنا الإسلامية ، ولابد من جهود ذاتية اجتماعية في تحري سبل العودة إلي الذات ، فتحت حصار القيم الغربية فقد البعض الارتباط بالهوية ، وتعرضوا لتغيرات ثقافية واجتماعية وسياسية ، وصاروا من أنصار الهدم والتخريب ، وصرف الناس عن طريق الهداية ، وتحريك الشباب نحو الغواية ، وإزكاء نار العداوة ، وبذر الفتن ، وإنني إذ أخاطبكم اليوم ابتهل إلي الله تعالى أن يبطل كيد المتربصين بالسودان
وأهله الطيبين المسالمين ، العابدين الزاهدين ، وأن يجنب الله بلادنا الفتن ويحفظها من كل سوء ، وان يبعدنا من حلول البلاء ، ومن الذل والعناء ، وأن يرفع عنا المصاعب والمشقات ، وأن يعيننا على صالح النيات ، ويؤيدنا بتوفيقه ويفيض علينا من فضله ، وينشر علينا رحمته ، وينزل علينا البركات ، وأن يشمل الجميع بحج بيت الله تعالى .
وكل عام والجميع في خير وعافية
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .