وقال عباس محمد أحمد (28 عاماً)، وهو طبيب بيطري في حالة حداد على شقيقه الذي قتل في أم درمان أثناء الاحتجاجات على ارتفاع أسعار المنتجات البترولية: “خططت لمراسم زواجي في اليوم الذي يلي عيد الأضحى.. خططت لاحتفال كبير بمشاركة الأهل والأصدقاء”.
وتابع قائلاً: “لكن لن تكون هناك مراسم وحتى العيد نفسه سيكون مختلفا هذا العام”.
ومن جهتها أكدت حنان جادين، التي تبيع الشاي على قارعة الطريق في الجزء الجنوبي من الخرطوم: “نواجه أوقاتا صعبة.. خاصة أننا في مناسبة العيد نشتري الكثير من الأشياء لكن مع ارتفاع الأسعار، وكل الأشياء ارتفعت أسعارها، لا أعتقد أن العيد سيكون مثل الأعياد السابقة”.
وأضافت البائعة: “صحيح فقدنا العديد من الشباب في المظاهرات الأخيرة ونحن نحزن عليهم، لكن حزننا يزداد لأننا لا نستطيع توفير احتياجات أطفالنا”.
الأضحية بـ1000 جنيه.. والحد الأدنى للأجور 425
يذكر أن سعر الأضحية يبلغ حوالي ألف جنيه سوداني (130 دولارا)، وهو مبلغ لا يستطيع كثيرون تأمينه. وفي هذا السياق قال رجل طلب عدم كشف اسمه لوكالة “فرانس برس”: “لا أملك المال لشرائها”.
من جهته، أكد كاتب يعمل على حسابه: “أكون محظوظا عندما أحصل في اليوم على 10 جنيهات للإنفاق على زوجتي واثنين من الأبناء”، موضحاً أن “طعامنا في الغالب هو الفول وأصناف من البقوليات”.
وأوضح قائلاً: “نحتاج لحوالي 80 جنيها يوميا لتوفير أشياء ضرورية مثل السكر وزيت الطعام وربما كمية قليلة من اللحم”، مؤكدا أنه “يحمد الله على ما يحصل عليه، لكنه يتطلع للمساعدة من منظمات دولية”.
وللتخفيف من وطأة رفع الدعم عن المنتجات البترولية، قالت الحكومة إن 700 ألف أسرة ستتلقى دعما شهريا قدره 150 جنيها سودانيا. كما قامت بخطوات أخرى منها رفع الحد الأدنى الشهري للأجور في الخدمة المدنية من 300 جنيه إلى 425 جنيها.
إلغاء رحلات العيد.. وزيارات “حزينة”
وتفيد تقارير رسمية أن معدل التضخم ارتفع خلال سبتمبر الماضي إلى 29.42% مقابل 22.9% في أغسطس. وارتفع سعر كيلوغرام اللحم البقري في السوق إلى 43 جنيها مقابل 32 جنيها قبل شهر. وزاد سعر كيلوغرام البطاطس بنسبة 50%.
وقال عصام محمد حسن (47 عاما) الذي يعمل في شركة خاصة إن “الوضع الاقتصادي سيجبر العائلات على وقف الكثير من نفقاتها”، موضحا أنه اضطر لإلغاء الرحلة التي يقوم بها كل عيد أضحى عادة إلى منطقة أسرته، موضحاً أنه “ليس لدي المال لتغطيتها”.
لكنه رأى في الوقت نفسه أن “القتل في المظاهرات انعكس على أجواء العيد”، معتبرا أن “هذا العيد سيكون مختلفا تماما عن سابقيه”.
أما حمدان موسى، الذي يعمل ميكانيكي سيارات، فقال إن مقتل ابن صديقه في التظاهرات الأخيرة “غير كل شيء”، موضحاً أنه اعتاد تبادل الزيارات مع أسرة صديقه في العيد. وختم قائلاً: “سنذهب إلى منزلهم، لكن الوضع سيكون مختلفا”.
العربية نت
[/JUSTIFY]