معارضون كل هموهم ان تسقط الدولة السودانية

[JUSTIFY]فى خضم الأحداث المؤسفة التى شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم مؤخراً لم ينتبه الكثيرون لأحداث أخرى كانت تجري على نسق آخر مختلف فى عدد من العواصم الخارجية أبطالها معارضون سودانيون. فالمضحك والمبكي فى آن واحد أن قادة معارضين كانوا يتأهبون للوصول الى الخرطوم على اعتبار أن النظام القائم سقط!

صدِّق أولا تصدق عزيزي القارئ أن قادة معارضين كان قد تمكن منهم اليأس والقنوط وصرف بعضهم النظر عن المضار السياسي حزموا حقائبهم وجلسوا فى انتظار أول طائرة تقلهم الى الخرطوم ظناً منهم أن الأحداث قد جرفت الحكومة السودانية!

القيادي (اللا منتمي) مبارك الفاضل ومن (سجنه الاختياري) فى الخارج صفق بيديه بجزل وبهجة عامرة. وتقول مصادر مطلعة فى هذا الصدد إن مبارك الفاضل زعم لجلسائه هناك أن قوى المعارضة قد نجحت (فى تحريك الشارع) وأن السقوط الداوي للنظام لا يعدو كونه مسألة وقت فقط.
الفاضل قضى ليلة الخميس 25/9/2013م فى حبور وسرور وهو يلتقط هاتفه ليجري عشرات المهاتفات، ويعطي مئات التصورات، ويقرر ويؤكد!

القيادي على محمود حسنين (صاحب الجبهة العريضة) المندثرة ورغم انشغاله بـ(زيجته الجديدة) من إحدى الأرامل من سوريا إلا أنه سعد غاية السعادة إذ أن بشائر الأمل قد لاحت كما قال لزمرة من أصدقائه فى ليل لندني موحش.

نصر الدين الهادي وهو يجلس على شرفة فندق عتيق فى كمبالا طفق يبحث عن أرقام هواتف (الرفاق) فى الداخل وكان حظه بالغ السوء حين لم يجد هاتفاً واحداً يرد عليه ولم يكن أمامه سوى التلفاز، وفى التلفاز فق
د أسرته أسراً كاملاً قناة العربية، فقد وجد فيها كل (أحلامه) وأمنياته تمشي على الشاشة البلورية فى خيلاء وعلى جناح السرعة.
هذه النماذج موجزة لقادة من المعارضة ينطلقون من الخارج كل همومهم أن تسقط (الدولة السودانية) وان يُقضي على الأخضر واليابس وأن يعود السودان الى العصور القديمة.

وإذا ما دلفنا الى الداخل فقد رأينا (رأي العين) وسمعنا (بآذاننا) قادة لقوى الإجماع الوطني ما بين المحامي الشاب المثير للجدل الذى سارع بالذهاب الى شيخه المثير هو الآخر للجدل ليطلب منه (إسناد ظهر الاحتجاجات) غير أن الشيخ الذى لا ينقصه الذكاء انتهر الشاب وأعاده من حيث أتى مردفاً حديثه بعبارة صاخبة (هذه ليست احتجاجات شعبية) وأردف: نستعجل ونقع فى في ورطة! مطلقاً ضحكته المجلجلة.

وفى الداخل أيضاً كانت بعض قوى اليسار (على صغرها) تمسك بالهواتف بحثاً عن (دور)، أي دور حتى تحاجج به عند الجلوس لتقسيم الكيكة! من المؤكد أن الأمر كان ما بين الحقيقة المرة والخيال الشاطح البعيد، ولهذا دارت دورة الأيام ولم يتحقق من الحلم ولو النذر اليسير.

سودان سفاري

[/JUSTIFY]
Exit mobile version