* للأسف منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 الارهابية في الولايات المتحدة الأمريكية تصاعد الهجوم على الإسلام والمسلمين وابتدعت الإدارة الأمريكية في رد فعل انفعالي وعنيف سياسة الحرب الاستباقية التي فشلت في محاصرة الارهاب وظلمت الكثير من الشعوب بحجة محاربته.
* نعلم ويعلم العالم أجمع ان الإسلام وكل الأديان السماوية تدعو للسلام والمحبة لأن الله سبحانه وتعالى خلق الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا وليتعايشوا وليتعاونوا في عمران العالم والعمل الصالح من أجل العالم الآخر الأكثر سلاماً وعدلاً ونعيماً.
* إلا اننا نعلم أيضاً ان بعض المتطرفين والانكفائيين في كل دين وملة يسيئون تطبيق التعاليم الدينية السمحة ويشوهون قيم الأديان وسماحتها وهؤلاء أيضاً في حاجة إلى اعمال المزيد من الحوار معهم لاستصحابهم إلى الطريق المستقيم بدلاً من دفعهم دفعاً إلى زاوية ضيقة لا يجدون حينها فرصة إلا اللجوء للعنف.
* لذلك نحن نبارك ما تم في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في نيويورك بمبادرة سعودية لأنه جاء ليدعم مساعينا من أجل تعزيز قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف وليدفع بحوار الأديان خطوات ايجابية نحو المزيد من الحوار من أجل الوصول إلى رؤى إنسانية مشتركة تسهم بفعالية في محاصرة الصراعات والنزاعات المشتعلة في عدد من بؤر التوتر في العالم.
* ونقف في هذا مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي اطلقها في ختام اعمال المؤتمر لتنزيل ما تم الاتفاق عليه على أرض الواقع، ولكننا أيضاً نؤكد ان هذا يتطلب من الأسرة الدولية ومنظمة الأمم المتحدة خاصة ان تُفعل دورها ليس فقط في مجال تعزيز حوار الأديان ونشر ثقافة التسامح الديني وانما في حماية الشعوب من كل أنواع الاستعمار الجديد وتأمين حقوقها المشروعة في الاستقلال والتطور والنماء بعيداً عن كل أنواع الهيمنة والقهر السياسي والاقتصادي والعقدي والفكري.
* ومازلنا نأمل في الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة باراك أوباما الذي جاء عبر بوابة الحريات والتسامح الإنساني ان ينجز ما وعد بالتغيير نحو الأفضل لشعبه ولكل شعوب العالم.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1081 – 2008-11-16