لنذكرهم إنهم أبطال (1)
أيام معدودات وتحط الأيام ركابها عند ذكرى الاستقلال والتي توافق كعادتها رأس السنة الميلادية، وحال الأيام والسنين وعادتها في الدوران تنطوي عاماً بعد الآخر تدخل البلاد على اثر تقلباتها في ظلل من الأزمات السياسية والإقتصادية والتاريخ يدوّن لأمتنا نماذج من الصبر والجلد لأن الرحمات الإلهية لطالما كانت تلازم هذا الشعب في أنفاقه النارية لتكون عليه برداً وسلاماً، وكلما ولجت ضائقة خرج منها بدروس وعِبر، وقبل هذا كان هناك رجالاً صفاتهم كالعاتيات من الجبال في التصدى والصمود وكالأسود الضارية دافعو عن بلادنا وتخضبت ذرات الثري بفيض دمائهم الطاهرة حتى تطهرت البلاد من دنس المستعمر ونالت استقلالها بكل جدارة وأحقية.. وبقدر ما اعتلت وجناتنا من بسمات والبلاد تحتفل بعيد الإستقلال بقدر ما تفطرت قلوبنا وأوهنها الحنين وبلغ بها الشوق منتهاه على نفوس غيبها عنا الموت ولم نحظى برؤيتهم، لقد صعدت أرواحهم مابين ميادين القتال ولهيب الزنزانة وحبال المشنقة وأخرى حتى ضماهم الثري بلا هوادة.. ذهبوا إلى الله وتركوا لنا أمانة تنحاش من ثقلها جبال تهامة ولو أننا نؤمن بمبدأ غيرنا لوضعنا على قبورهم الورود حتى تتنفس الأرض عطراًً ولكن شرعتنا الإسلامية أرشدتنا إلى الدعاء والترحم على أرواحهم فهذا أجدى وانفع من هذه الورود التي تذبل بعد ساعات.. عزيزي .. اسعد نفسك .. ما كان لنا أن نغوص في لُجج التكنولوجيا وما أتانا على ركابها ونبتهج بأعياد الاستقلال دون الرجوع إلى ذكرى الأبطال السابقين من أمتنا والذين شعت ذكراهم المجيدة على سجلات التاريخ .. لنذكرهم إنهم أبطال يا أعزائي .. هم اللذين خلدوا لنا هذا المجد بفيض استبسالهم وتصدوا لأعداء الوطن حتى أخرجوا المستعمر من بلادنا أذلة ناكسي رؤوسهم..طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]